حضرة ابو بكر سلطنتیں

سيدي الحاج الشيخ الحاكمي^([1]): سيدي الحاج الشيخ بن أحمد بن الشيخ الحاكمي البوشيخي البوسماحي البوبكري، من آل سيدي الشيخ البكريين المغاربة، وُلِد الشيخ عام 1929 م بنواحي عين بني مطهر، ونشأ في أسرة صالحة وهو ابن لوالدين كريمين يعود نسب كلاهما إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فوالدته هي السيدة الصالحة: للا خيرة بنت سيدي بحوص المجدوبية واشتهرت بالصلاح والتقوى والورع وكانت من الذاكرات. كان محبباً لقومه "قبيلة أولاد سيدي الشيخ" عامة، ولعشيرته "أولاد سيدي عبد الحاكم" خاصة بشرق المملكة المغربية في ناحية عين بني مطهر نواحي وجدة حيث مساكن قومه، كان بمثابة والد لهم جميعاً يسهر على شؤونهم ويهتم بأحوالهم ويكن له الجميع الإحترام والتقدير والمحبة، اشتهر سيدي "الحاج الشيخ" بالتقوى والصلاح وبالفضل وتعد له مناقب وكرامات اشتهرت عنه وشهد له بها كل من عاصره، اشتهر بالرأي السديد الراجح وبالحكمة والنصح للغير فكان جامعاً للمحاسن الطيبة، تعلم القرآن الكريم والفقه المالكي على يد والده الشيخ سيدي أحمد بن الشيخ الحاكمي، وكذا تعلم على يد الفقيه النبيه سيدي أحمد بن الطيب وأيضاً عن فقهاء زاوية والده "سيدي أحمد بن الشيخ" حيث كان والده شيخها وهي تابعة للطريقة الشيخية الشاذلية.

عاش الشيخ حياة حافلة بالجهاد والمقاومة بجانب حياته العلمية، فقد إلتحق بكتائب المقاومة ضد المستعمر الفرنسي بالمغرب حتى تم الإستقلال لها، ثم إلتحق بصفوف الثوار في دولة الجزائر فأبلى بها البلاء الحسن وكانت له مواقف مشهودة وكرامات معدودة حتى تم الإستقلال، ولمّا استقرت المنطقة رجع وكما يقال: من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، فظل يدعوا إلى الله تعالى محارباً البدع والضلالات، وجاهدهم بسلاح الحكمة والموعظة الحسنة، وشغل مناصب عديدة منها: شيخ القبيلة، وقاضي الجماعة، وكان يسعى في حل النزاعات والخلافات القبلية وكان ملاذ للمستضعفين، ولم تتوقف دعوته لله في ربوع بلاده فقط بل كان داعياً لله في بلاد أخرى، فيُذكر عنه أنه كان داعية لله وناصح للمسلمين في ربوع "فرنسا" عام 1998 م حين زيارته لها، وكان خير من يمثل الإسلام بها خير تمثيل. وتوفى يوم الخميس 14 ربيع الاول عام 1432 هـ الموافق ليوم 17 فبراير عام 2011 م، ودفن بزاوية والده يوم الجمعة وكانت جنازته مهيبة حاشدة شيعه فيها أهله وتلاميذه ومحبيه وشيوخ الزوايا وأئمة المساجد.