سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

عبد الله بن الزبير

عبد الله بن الزبير([1]): عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤَي القرشي الأسدي سبط أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً. يكنى أبا بكر، ويقال أبو خبيب، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق. هو أول مولود وُلِد في الإِسلام بالمدينة المنورة، حملت به أمه وهي متم فولدته بقباء، وحملته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحنّكه بتمرة وكان أول ما دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قُتِل بمكة وصُلِب بها وحُمِل رأسه إِلى المدينة، وبُعِث برأسه إِلى خراسان ودفن بها، وكان مقتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة 73 هـ. وجاء في "جمهرة نسب قريش" أن أهل الشام كانوا وهم يقاتلون عبد الله بن الزبير بمكة، يصيحون به: يا ابن ذات النطاقين، ويظنونه عيباً!، فيقول ابن الزبير ابنها: والإله أنا والله، وهي كما قال أبو ذؤيب الهذلي:

وعيّرها الواشون أنّي أحِبها
فإن أعتذر منها فإني مكذب
 

 

وتلك شكاةٌ ظاهرٌ عَنكِ عَارُها
وإن تعتذر يُرَددُ عليها اعتذارها
 

 

ثم يُقبل على ابن أبي عتيق، عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فيقول: ألا تسمع يا ابن أبي عتيق؟.

وكان عبد الله أشبه الناس بجده أبا بكر الصديق خَلقاً وخُلقاً، فقد ذكر مصعب الزبيري في "نسب قريش" أن الزبير بن العوام بعث ولده عبد الله إلى خاله العباس بن عبد المطلب يستعيره رحلاً، فوجد عبد الله بن الزبير بين يدي العباس جفنة من ثريد يأكل منها، فقال له: "ادن، فكل"، فقال عبد الله: فأكلت منها شيئاً، فتضاعف أكلي، فلما فرغت أمر لي بالرحل، وقال لي: "اقرأ أباك السلام، وقل له: إن آل أبي بكر قد غلبوا على ابنك هذا، فزوجه من العرب"، فزوّجه أباه الزبير من: تماضر بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة، وأمها: مليكة بنت سنان بن أبي حارثة المري، فولدت له خبيباً، وحمزة، وعباداً، وثابتاً.

وكذا حدّث البلاذري في "أنساب الأشراف" عن المدائني أنه قال: بعث الزبير ابنه عبد الله إلى خاله العباس بن عبد المطلب فوافقه يتغدى فقال: ادن يا ابن أختي، فأكل أكلاً ضعيفاً، ثم أتي بقعب من لبن فقال اشرب، فشرب شرباً ضعيفاً، فقال يا ابن أختي أضواك آل أبي بكر) اهـ. وأضوى تعني: أضعَفَ وأهزَلَ، والضوى تعني: دقة العظم وقلة الجسم أو الهزال.

قلت: ولعل ذلك الضعف في بنية جسد عبد الله بن الزبير ناشئ عن أمرين، أولهما ما ورثه عن جده أبا بكر الصديق الذي كان يُوصف بأنه "الضعيف في جسده، القوي في دينه"، وثانيهما أن أمه أسماء كانت من أقارب والده ومن نفس قبيلته، والعرب تزعم أن ولد الرجل من قرابته يجيء ضاوياً نحيفاً، غير أنه يجيء كريماً على طبع قومه.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 78-82 ،  الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3/ 905-910 ، معرفة الصحابة لأبي نعيم 3/ 1647 ، أسد الغابة ط الفكر 3/ 138-141 ، رجال صحيح مسلم 1/ 342 ، صفة الصفوة 1/ 302-305 ، الثقات لابن حبان 3/ 212 ، مشاهير علماء الأمصار 1/ 55 ، نسب قريش 1/ 239-240 ، جمهرة نسب قريش وأخبارها 2/ 591 ، أنساب الأشراف للبلاذري 6/ 356 ، القاموس المحيط 1/ 1305-1306 ، تهذيب اللغة 12/ 66-67 ، لسان العرب 14/ 489 ، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان صـ 141