شعيب بن فياض البكري
شعيب بن فياض البكري([1]): المجاهد أبو فياض، شعيب بن فياض بن عبد السلام البكري الصديقي، وُلِد في مدينة "الخليل" بفلسطين عام 1933 م، وهو من عائلة "آل البكري" أحفاد السيد نور الدين البكري من ذرية شيخ الصحابة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. نشأ المجاهد شعيب البكري في بيت عُرف بالعلم والجهاد، حيث كان والده الحاج فياض البكري من مجاهدي الثورة الفلسطينية ضِد الإستعمار الإنجليزي والعصابات الصهيونية، وكانت والدته حافظة لكتاب الله، وأخواله الشيخ داري البكري والشيخ رشيد البكري وهما من كبار علماء فلسطين الأزهريين.
عُرف المجاهد شعيب البكري منذ صغره بالذكاء والفطنة في مختلف علوم عصره. عُيّن مُدرّساً في عدة مدارس في فلسطين والأردن، وبدء مهنة التدريس وعمره لا يتجاوز السابعة عشرة، وتخرجت على يديه أجيال كثيرة، أرسل في بعثة عام 1963 م إلى دولة الإمارات العربية – إمارة أبو ظبي – وقام هو وبعض المعلمين بتأسيس أول مدرسة نموذجية هناك، وساهم في وضع الأسس التعليمية هناك، ثم عاد إلى فلسطين عام 1965 م وأكمل مسيرته التعليمية، وفي نفس العام عمل على تأسيس حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة حيث أسس مع بعض الرموز الوطنيه منظمة (أبطال العودة) والتي انضمت فيما بعد إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحت جزء منها، وقد قامت تلك المنظمة - أبطال العودة - بمئات العمليات العسكرية النوعية ضد الكيان الصهيوني وخصوصاً من العام 1967 إلى 1971 م، وقد استشهد عدد كبير من أعضاء هذه المنظمة، وأعتقل عدد آخر من أعضائها يزيد على المائة، وحُكِم عليهم بالسجن سنوات طويلة من قبل الإحتلال الصهيوني، وقام المجاهد شعيب بقيادة عدة عمليات عسكرية نوعية تركزت في منطقتا: الخليل والقدس، وأصيب في احدى العمليات الفدائية في منطقة الظاهرية قرب مدينه الخليل المحتلة، حيث تم اقتحام أحد معسكرات الجيش الصهيوني وتدميره، وتمكن من الإنسحاب والوصول إلى بيته بمساعدة أفراد مجموعته حيث أمضى بعدها أشهر يتلقى العلاج، وفي نهاية عام 1969 م قامت قوات كثيفة من جيش الإحتلال بمداهمة منزله واعتقلته، وكان حينها لايزال يُعاني من جراحاته، وقد تعرّض إلى عمليات تعذيب وحشيّ أثناء التحقيق معه من أجل التصريح بأسماء باقي المجاهدين وأماكن تواجدهم ومواقع مخازن السلاح، إلا أنه صمد صمود الجبال الشامخة وتمعّن العدو في تعذيبه هو واثنين آخرين من المجاهدين حتى توفي أحدهما من جراء التعذيب الوحشي، وأشرف المجاهد شعيب البكري على الموت من جراء التعذيب، فتدخلت هيئات حقوق الإنسان والمؤسسة المعروفة بالصليب الأحمر الدولي، وضغطت على سلطات الإحتلال الصهيوني لوقف عمليات التعذيب وانقاذه من الموت، فقرر الصهاينة ابعاده ونفيه مدى الحياة إلى خارج فلسطين إلى الأردن.
وفي الأردن عُيّن مُدرّساً ومشرفاً على المناهج التعليمية وأكمل مسيرته التعليمية والجهادية حيث قام وطول مدة ابعاده بتهريب السلاح للفدائيين وتدريبهم ونقلهم من سوريا ولبنان إلى حدود فلسطين حتى آخر يوم في حياته، وقد توفي في الأردن سنة 1997 م، بعد حياة مليئة بالعطاء كدأب أسلافه الكرام، ويُقدَّر عدد الذين تلقوا العلم على يديه بعشرات الآلاف على مدار 46 عاماً قضاها مُدرّساً، وقد نعاه الآلاف من مختلف فئات الشعب في فلسطين والأردن وشارك المئات من المجاهدين والآلاف من طلابه وأقاربه في تشييع جنازته.
المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.
تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م
([1]) نقلاً عن السيد "فياض بن شعيب البكري" ، وهو ابن المترجم له .