الشيخ يوسف الصديقي
الشيخ يوسف الصديقي([1]): العلامة القاضي الفقيه الفَرَضِي والخطيب الأديب يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن الصدّيقي نسباً، الشَّافعي مذهباً، البحريني موطناً.
نزحت أسرة الشيخ من الجزيرة العربية إلى سواحل الخليج العربي في بر فارس مع من نزح من قبائل العرب كالأنصار والخزارجة والعباسيين وبني حماد وغيرهم، واستوطنت السواحل فترة من الزمن، ثمَّ تفرقت، فمنهم من نزح إلى السواحل العمانية، ومنهم من نزح إلى البصرة والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والبحرين التي نزلوا فيها في عام 1075 هـ. وأما جد الشيخ لأمه، فهو الشيخ محمد شريف بن محمد شريف بن عبد الرزاق بن محمد الصديقي، وقد نزح إلى السعودية بمنطقة دارين، وعُيِّن إماماً لمسجدها، ثم قدِم قرية عسكر في البحرين، ومن عسكر إلى حالة أم الشجر ومنها إلى الزﻻق ليستقر فيها، وهي مسكن الشيخ يوسف الصديقي.
وُلِد الشيخ سنة 1338 هـ / 1918 م في قرية أم الشحر جنوب مدينة الحد بالمحرق، ونشأ في كنف والده الشيخ أحمد بن محمد الصديقي الذي كان متديناً، متفقهاً بمذهب الإمام الشافعي، وعُيّن إماماً لمسجد أم الشجر بالحد، وكان قد تفقه بعلماء "كوهج" علماء فارس، وقد توفاه الله وهو شاباً عن عمر 43 سنة، عام 1353 هـ.
رحل الشيخ يوسف إلى مصر والتحق بالأزهر بعد أن أمضى حوالي ثماني سنوات ينهل من علماء الأحساء فحفظ المتون العلمية الأساسية ودرس الأصول الأولى، فلم يذهب إلى مصر إلا وهو مؤهل ومتمكن. وقد أخذ الشيخ يوسف عن والده، وعن الشيخ علي بن محمد الأنصاري المالكي قرأ عليه نظم العمريطي في النحو، والأجرومية، والشيخ العلامة محمد بن أبي بكر الملا الحنفي الأحسائي، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل عمير الشافعي الأحسائي وكان من أعلم فقهاء الشافعية. وقد حفظ الشيخ يوسف المتون، فمن محفوظاته: "متن الغاية والتقريب" في الفقه الشافعي، "نظم الزبد" في الفقه الشافعي، "الأجرومية" و"نظم الأجرومية للعمريطي"، "ألفية ابن مالك"، "الرحبية في الفرائض"، "المعلقات السبع"، "لامية ابن الوردي"، "البردة" لكعب بن زهير. أما مقروءاته فكثيرة، منها كفاية الأخيار، ودواوين الأدب وعموم كتب العلم.
وقد بدأ الشيخ يوسف الصديقي الخطابة في سن مبكرة جداً، فقد خطب أول خطبةٍ له وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة، وذلك بجامع الزلاق وهو أول جامع يخطب فيه الشيخ، وبعد رجوعه من الأزهر الشريف عُيِّن خطيباً بجامع القضيبية ثم قاضياً شرعياً في المحاكم الشرعية سنة 1962 م، وذلك بأمر من الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين سابقاً، إلى أن عُيّن قاضياً في محكمة الاستئناف العليا الشرعية. وقد خطب خطبة واحدة في جامع العدلية، كما اتجه سماحة الشيخ لتدريس العلوم الشرعية والوعظ والإرشاد، وذلك من خلال المساجد والمجلات والجرائد والإذاعة والتلفزيون، كما جلس لتدريس الفقه وغيره بالمدرسة الخيرية، وعُيّن عضواً في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتوفي الشيخ يوسف في الخامس من رمضان سنة 1431 هـ / 2010 م.
المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.
تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م
([1]) الإعلام بمن زار الكويت من العلماء والأعلام صـ 179-183 ، موقع صحيفة النبأ: للكاتب محمد رفيق الحسيني: عضو رابطة علماء الشريعة ، ملتقى أهل الحديث الإلكتروني ، موقع الويكيبديا: الموسوعة الحرة