سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

الشريف الرضي

الشريف الرضي([1]): أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن سيدنا الحسين رضي الله عنهم جميعاً، نقيب الطالبيين ببغداد، وهو من أسباط أبي بكر الصديق، ومن قوله يفتخر:

فجدي نبي ثم جدي خليفة
 

 

فأكرم بجدينا عتيق أحمد
 

 

وُلِد سنة 359 هـ ببغداد. وصنّف كتاباً في معاني القرآن، وصنف كتاباً في مجازات القرآن، وكان متوسعاً في علوم النحو واللغة. وهو أشعر الطالبيين، وقال جماعة من أهل العلم والأدب أن الشريف الرضي أشعر قريش، وكان قد قال الشعر بعد أن تجاوز سن العاشرة بقليل، ومن شعره قوله:

والذل بين الأقربين مضاضة
لو لم يكن لي في القلوب مهابة
 

 

والذل ما بين الأباعد أروح
لم يطعن الأعداء في ويقدحوا
 

وكان والده عظيم المهابة والمنزلة في دولة بني العباس، وهو الذي كان السفير بين الخلفاء وبين الملوك من بني بويه والأمراء من بني حمدان. وكان مبارك الغرة ميمون النقيبة، وكان الشريف الرضي يهمّ بطلب الخلافة ويؤلف القلوب على ذلك، وكان من أنصاره جماعة من الرؤساء والقواد والكتاب. وكان الرضي لعلو همته تنزع نفسه إلى أمور عظيمة يجيش بها خاطره وينظمها في شعره ولا يجد من الدهر عليها مساعدة، فيذوب كمداً حتى تُوفي ولم يبلغ غرضاً. وكانت وفاته صبيحة يوم الأحد سادس المحرم سنة 406 هـ ودُفن في داره بخط مسجد الأنباريين، وكانت جنازته مهيبة حضرها الوزير فخر الملك وجميع الأعيان والأشراف، ومضى أخوه المرتضى من جزعه عليه إلى مشهد "موسى بن جعفر" لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  بيت الصديق صـ 232-240 ، يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر 3/ 155 ، الأعلام للزركلي 6/ 99