سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

ابن الميت البديري الدمياطي

ابن الميت البديري الدمياطي([1]): الشيخ أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد البديري الحسيني، الدمياطي الأشعري الشافعي، المعروف بابن الميت، وبالبرهان الشامي. أصله من دمياط، وتعلّم بها وبالقاهرة، وهو العلامة المحدث الصوفي المسند النحوي، وهو من مشاهير رجال الطريقة الشاذلية.

تحدّث في كتابه "الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي" عن أخذه السند عن الشيخ زين العابدين البكري، وأخيه أبي المواهب البكري، فقال إثر ذلك: على أن لي بهما إتصالاً في النسب، فالعبد الفقير بكري صديقي من جهة الأم([2])، وكان سيدي أبو المواهب المذكور عارفاً بذلك قائلاً أن ذا عندي معلوم مشهور. وقال في موضع آخر: وقد نظم بعض العلماء العاملين الموصوف بالفصاحة والفلاحة والعالمية والدين قصيدة متضمنة لهذا النسب المستبين، ثم ذكر كامل القصيدة، وجاء فيها:

بالبدير محمد قدوة الخلق
سيد من بني الحسين شريف
طيب الأصل طاهر الفرع
 

 

إلى الحق ذي الجلال السنية
ثم سبط للسادة البكرية
حدث عنه ما شئت منحته وهبية
 

 

وذكر العلامة مرتضى الزبيدي (المتوفى سنة 1205 هـ) في تزييلاته على بحر الأنساب عامود نسب البديري، فقال، هو: شيخ المشايخ محمد أبو حامد البديري بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن علي بن سلامة بن بدير بن محمد بن بدر بن يوسف بن بدران بن يعقوب بن مطر بن سالم زكي الدين، من ذرية علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً. وقال عن عامود النسب هذا: (وجدت هذه النِسبة متصلة كما ترى، مثبوتة بشهود يستحيل عليهم الكذب، مختومة بختم القاضي، ثابتة عندهم بالتواتر، تاريخ كتابتها: ذي الحجة ختام سنة 1101 هـ) اهـ.

وللبديري من التصانيف: الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي، ارشاد العمال إلى ما ينبغي في يوم عاشوراء وغيره من الأعمال، بلغة المراد في التحذير عن الإفتنان بالأموال والأولاد، السلك السديد إلى ارشاد المريد، صفوة الملح بشرح البيقونية في المصطلح، عقد الدر في كشف الضر، شرح عقد الدر أيضاً، مشكاة الفتحية على الشمعة المضية في علم العربية، نحور الحور المقصورات على عقود السمرقندي في الإستعارات، النصيحة الظاهرة لمن اغتر من العلماء والمتصوفة بالدنيا ونسي الآخرة. وقد توفي الشيخ البديري بدمياط بمصر سنة 1140هـ/ 1728 م.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  الأعلام للزركلي 7/ 65-66 ، هدية العارفين 2/ 319 ، معجم المؤلفين 11/ 264 ، فهرس الفهارس 1/ 216-218 ، بحر الأنساب: تحقيق الكتبي صـ 306 ، مخطوط: الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري ، خزانة التراث – فهرس المخطوطات تابع مركز الملك فيصل 39/ 726

([2])  جاء في المخطوط هكذا (من جهة الأب) وليس (من جهة الأم)، فإن المرء عادة لمّا يتحدث عن نسبه من قِبل أبيه فإنه يقول "نسبي" وليس "نسبي من جهة الأب"، وهذه اللفظة لا نجدها تستخدم إلا عند الحديث على كلتا النسبتين، فيقول المرء: (ونسبي من جهة أبي كذا، ثم نسبي من جهة أمي كذا)، كما أن أبيات الشعر الواردة بالترجمة بالأعلى تصرّح أنه حسيني النسب من جهة أبيه، وبكري النسب من جهة أمه، فهو (سبط السادة البكرية)، فلذا قمت بتصحيح الكلمة وجعلتها "الأم" بدلاً من "الأب"، وهذا بعد أن طالعت نسختين من ذلك المخطوط، ووجدت أنها وردت في كل منهما هكذا: "من جهة الأب". ولعل ذلك الخطأ من أخطاء النسّاخ، والله أعلم.