سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

محنض باب بن أعبيد الديماني

محنض باب بن أعبيد الديماني([1]): وُلِد محنض باب بن أحمد بن البخاري بن بوي بن يعقوب بن المختار بن بارك الله بن يعقوب الله بن ديمان سنة 1185 هـ/ 1771 م، وينتهي نسبه إلى مهنض أمغر أحد الخمسة الذين أسسوا الرباط الشمشومي، ويرتفع نسبه في أكثر الشجرات إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. والدته "تانيت" بنت المختار بن المحجوب بن الطالب أجود، ظاهرة الصلاح كثيرة البر مشتهرة بالمكاشفات والبركات.

نشأ يتيماً وأظهر مبكراً عصاميته في تحصيل العلوم والمعارف فساعده في ذلك ذكاء وقاد وحافظة قوية، أخذ النحو عن محمد بن التاه وألمين بن الماحي، ودَرَس التصوف على يد سيدي مولود فال اليعقوبي، والفقه على يد خاله حامد ولد المختار ولد الطالب أجود.

بعد دراسة العلامة محنض باب عاد فأسس محظرته الشهيرة حيث درّس ثلاث أجيال من العلماء مدة سبعين سنة، ومن أبرز العلماء الذين عاصروه: المختار ولد بونه الجنكي (المتوفى سنة 1220 هـ/1805 م) وأحمد بن العاقل الديماني (المتوفى سنة 1242 هـ/ 1828 م) وحرمة بن عبد الجليل العلوي (المتوفى سنة 1150 هـ/ 1737 م).

انتهت إلى الشيخ محنض الرياسة في القضاء، نصبه لذلك أهل الحل والعقد من الزوايا وغيرهم. اعتبره المختار بن ميلود خي مجتهداً أعظم بل مجدد القرن الثالث عشر الهجري في بلاده، لما رآى فيه من بروز الفقه المرتفع عن التقليد إلى درجة الإختيار والترجيح. وكذلك ألّف المختار بن ميلود كتاباً عنه سمّاه: "عيون الإصابة في مناقب الشيخ محنض باب".

كان رحمه الله من أحفظ الناس، ما استودع قلبه شيئاً فنسيه، قوياً في الحجة والمناظرة، رحل إلى مدرسته أهل المشرق والمغرب طلباً للعلم. ويُعتبر محنض باب أحد أكابر علماء شنقيط، وأكثرهم نشراً لعلوم المنقول والمعقول، فقهاً، وأصولاً، ونحواً، وبلاغة، ومنطقاً. ومن مؤلفاته: ميسر الجليل على مختصر خليل، سلم الأصول إلى نيل الأصول، مفوتات البيع الفاسد، الفتاوى الكبرى والوسطى والصغرى، تسديد النظر شرح مختصر السنوسي، وغيرهم من المؤلفات والرسائل. وتوفي الشيخ محنض سنة 1277 هـ / 1860 م.

جاء عنه في "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" أنه: علامة شنقيط، وهو عقدها الوسيط، البدر المنير، والعلامة النحرير. سيف الله القاطع، وغيثه الهامع، شمر عن ساعد جده، وأدرك العلوم بفهمه وكده، هو مدره عصره، وعلم مصره. له في النحو أنظام كثيرة، ومنها "نظم الجموع المحفوظة عن العرب"، وله قصائد مدح، منها:

دع المدح يسعى في مسارحه يرعى
 

 

ولا ترعه إلا كلأ طيب المرعا
 

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  الوسيط في تراجم أدباء شنقيط 1/ 236-238 ، ترجمة لمحنض باب للكاتب/ عبد الله ميارة، بمواقع الكترونية: المذرذرة اليوم – واد الناقة اليوم.