سلالة الصديق

عبد العزيز بن محمد العتيقي^([1]): الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد العتيقي البكري الصديقي، تربوي وعالم متفقه في الشريعة الإسلامية، ومؤرخ، وسياسي محنّك، من الروّاد الإعلاميين بشبه الجزيرة العربية، ورحالة نجدي ثم كويتي من أسرة علمية عريقة، تولّى عدداً من المناصب السياسية في المملكة العربية السعودية، واستلم إدارة عدد من المدارس الوطنية وفق نظام التعليم الحديث حيث أدخله لأول مرة في البحرين 1334 هـ/1916 م، وفي بلد المجمعة في نجد 1350 هـ/1931 م، وفي قرية الفحيحيل بالكويت 1368 هـ/1949 م، عاش في فترات حاسمة من التاريخ وشهد سقوط الدولة العثمانية، ثم نشأة الدول الملكية ثم نشأة الجمهوريات، وصبغت تلك الأحداث شخصيته واهتماماته الفكرية والعلمية، فكان يحلم بإعادة مجد الخلافة الإسلامية وسلك في سبيل ذلك مسالك الدعوة والعمل السياسي والتربية والتعليم والإعلام حيثما سنحت له الظروف، واستقام معلماً ومربياً في ثماني  مدارس توزعت على ست مدن وقرى في أربعة بلدان.

بعد انتهاء دراسته في دار الدعوة والإرشاد بسبب قيام الحرب العالمية الأولى كلّفه رشيد رضا بتوصيل رسالة سياسية إلى الملك عبد العزيز ابن سعود، تعرّض بسببها إلى الإعتقال والسجن بأمر من الوكيل الإنجليزي بيرسي كوكس في البصرة قرابة عام مع صاحبه محب الدين الخطيب. ثم بعد فك أسره قام بأعمال محاسبية لصالح الملك عبد العزيز ابن سعود في القطيف في مطلع 1916 م، وبعدها بدأ نشاطه التعليمي والسياسي، ومنه: تأسيس أول مدرسة أهلية في الخليج تعمل وفق نظام التعليم الحديث في المحرق بدولة البحرين.

تقلّد الشيخ عبد العزيز العتيقي عدداً من المناصب، منها:

• عضو لجنة تسليم مدينة جدة من الشريف علي بن حسين إلى السلطان عبد العزيز ابن سعود.
• عضو المجلس الإستشاري الأول لحكم الحجاز.
• عضو مجلس الشورى الأول لحكم الحجاز.
• مستشار للأمير فيصل بن عبد العزيز نائب الملك في مكة المكرمة.
• عضو المؤتمر الإسلامي الأول في مكة المكرمة (يونيو - يوليو 1926 م).
• رئيساً بالوكالة لمديرية الشئون الخارجية.
• معاوناً لرئيس المديرية الإعلامية "المطبوعات"، وله عدة مقالات في جريدة أم القرى. وغيرها من المناصب السياسية والعلمية والتعليمية.

وكان المترجم له كاتباً وأديباً مجيداً، وإعلامياً متميزاً، وله مقالات منشورة في مجلة الدستور البصرية 1331 هـ، مجلة المنار المصرية 1332 هـ، مجلات متعددة في اندونيسيا وماليزيا، مجلة أم القرى بمكة المكرمة 1345 هـ / 1925 م، مجلة البعثة الكويتية 1368 هـ / 1949 م، وغير ذلك مما لم يُعرف. ولعل أهم إنجازاته إدخال التعليم العصري الحديث في منطقة الخليج بما يبرز وصفه (رائداً للتعليم الحديث في منطقة الخليج).

توفي رحمه الله في الكويت يوم عاشوراء العاشر من محرم سنة 1389 هـ الموافق 28 مارس 1969 م عن عمر يناهز الثامنة والثمانين. وله من الأولاد: ابنه الأستاذ محمد رحمه الله "توفي سنة 2007 م"، وبناته: الأستاذة موضي ونورة من زوجته إفاكت نوري بك بن حسن باشا رحمهم الله، وأمية من زوجته سعاد عبد الرحمن رمضان. وقد كرّمته الحكومة الكويتية بتسمية مدرسة عبد العزيز العتيقي على اسمه في منطقة الصليبيخات.