سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

عبد الحي البرهانوي

عبد الحي البرهانوي([1]): الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة الغازي المجاهد عبد الحي بن هبة الله بن محمد نور الدين بن معين الدين المعروف بشاه أحجيري بن أبي سعيد بن علي محمد بن محمد فاضل بن عبد الرحمن بن فريد بن محمود بن الملا يوسف السدهوري وطناً ومدفناً، بن علم الدين بن نجم الدين بن صدر الدين بن حميد الدين بن نصير الدين بن يعقوب بن يوسف بن أحمد بن أبي النضر بن خلف بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق الصديقي البرهانوي أحد العلماء المشهورين وعباد الله الصالحين.

ولد بقرية برهانه ونشأ بها، ودخل دهلي فلازم الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي وقرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله وانتفع به نفعاً عظيماً. وكان عبد الحي مفرط الذكاء قوي الحفظ شديد الإشتغال بالبحث والمطالعة، حلو الكلام فصيح المنطق، درس وأفاد مدة بدهلي، ثم لازم السيد الإمام أحمد ابن عرفان الشهيد البريلوي في حياة شيخه عبد العزيز وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة 1237 هـ فحج وزار، وبعث إليه القاضي محمد بن علي الشوكاني بعض مصنفاته مع الإجازة العامة لمروياته ورجع إلى الهند مع الإمام المذكور وساح البلاد والقرى بأمره سنتين فانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد، ثم سافر معه إلى الحدود الشمالية الغربية للهند سنة 1241 هـ للجهاد فتوفي بها على فراشه، وآخر كلمة جرى بها لسانه: أللهم ألحقني بالرفيق الأعلى.

ولعبد الحي مصنفات عدة، منها: بابان من الصراط المستقيم بالفارسي في السلوك على طريق النبوة، ومنها تعريب الصراط المستقيم، ومنها رسالة في حكاية المناظرة التي جرت بينه وبين الشيخ رشيد الدين الكشميري الدهلوي، ومنها فتاوي كثيرة مشهورة لا يحويها الدفاتر.

وكان الشيخ عبد الحي آية من آيات الله في التقوى والعمل وتأثير الوعظ وقلة الأمل وإيثار القناعة في الملبس والمأكل، كثير الصمت شديد التوكل جليل الوقار محباً للسنة السنية مبعداً عن الرسوم والبدع، قد غشيه نور الإيمان وسيماء الصالحين، يغضب إذا مُدح ويتبشر إذا نُصح، والقلم يعثر في المدح لعدم إمكان الإحاطة به. وتوفي لثمان خلون من شعبان سنة 1243 هـ بقرية "خار" في بلاد الثغور الهندية فدفن بها.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر 7/ 1005-1006 ، فيض الملك الوهاب المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي صـ 891-892