سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

سيف بن حمد العتيقي

سيف بن حمد العتيقي([1]): الشيخ سيف بن حمد بن محمد العتيقي البكري الصديقي القرشي، ذكره صاحب السحب الوابلة، وكذلك الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، وذكره أيضاً إبراهيم بن صالح بن عيسى. وقد ورد عند صاحب السحب الوابلة وتبعه ابن بسام في تسميته: "سيف بن أحمد" كما في بعض الوثائق وهي لغة عند النجديين في "حمد". وجاء في الأكثر بإسم "سيف بن حمد" كما هو ثابت في عدة وثائق بخط أبنائه: محمد بن سيف، وصالح بن سيف بن حمد العتيقـي؛ منها قيد تملك لكتاب "ديوان الصرصري"، ومنها قيد وقف لكتاب "تفسير الخازن" الذي أوقفه المترجم له سيف بن حمد على ذريته.

والشيخ سيف بن حمد العتيقي وصفه صاحبه "الشيخ محمد بن فيروز الأحسائي" أنه فقيه صالح، حافظ لكتاب الله تعالى لايغفل عن تلاوته، معرضاً عن الدنيا باذلاً لها، سخي النفس. ومن أعماله الخيرة مدرسة ومكتبة مشهورة في "حرمة" أوقف عليهما بيتاً من بيوته ونخلاً. وهذه المكتبة المعروفة بمكتبة العتيقي من أشهر المكتبات الأهلية وأقدمها في نجد. والنخل المشار إليه يبدو أنه الذي يُعرف في التاريخ باسم "فيد سيف" أو "فيد العتيقي". ويَنسِب بعض المؤرخين المكتبة والنخل الموقوف عليها إلى الشيخ سيف بن محمد بن حمد العتيقي، والله أعلم بذلك.

وكان الشيخ سيف إماماً لمسجد "بن سليم" في "حرمه" بنجد والمسمى الآن مسجد السليمية. واشتهر سيف العتيقي بمعارضته لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكانت معارضته من منطلق علمي في مسائل محددة جمعها في سفر موحد، وهذا السفر يوجد في آخره قيد هبة من مالكه لإبنه الشيخ محمد بن سيف رحمهما الله. وفي هذا المجموع ذِكر لبعض سيرة سيف نفسه التي يبدو أنها ترجمة من صاحبه محمد بن فيروز؛ جاء فيها أن المترجم انتقل بزوجته "فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الرحمن" من المجمعة إلى الكويت في 21 من شهر المحرم سنة 1189 هـ، وفي شهر صفر من تلك السنة توفيت زوجته تلك في الكويت. وكان سيف في تلك الأثناء مريضاً فقدم عليه ابنه صالح من الأحساء يرجو برؤه؛ وكان ذلك يوم 28 ربيع الأول من تلك السنة. ثم ركب سيف وابنه صالح سفينة من الكويت إلى القطيف يوم 28 من جمادى الأول 1189هـ بعد أن تشافى سيف يريدون الأحساء. وتوفى سيف بالأحساء بعد ذلك عند صديقه محمد بن فيروز في تلك السنة.

ولاشك أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان على اطلاع بآراء سيف العتيقي وأمثاله من المعارضين حيث ذكره في أحد رسائله إلى أحمد بن ابراهيم عالم مرات من بلاد الوشم، وكان يقارعهم الحجة بالحجة كعادة العلماء الأوائل. وتدل رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تلك أن سيف العتيقي كان على اتصال بعلماء الحرمين وغيرهم في ذلك الوقت.

ومن آثار سيف العتيقي: نسخه لكتاب "دليل الناسك لأحكام المناسك" من تأليف الشيخ أبي نمي بن عبد الله التميمي الحنبلي المؤلف سنة 1008 هـ في الأزهر الشريف، وكان نسخه في الثامن والعشرين من رمضان المبارك سنة 1166هـ. عليه قيد تملك لصالح بن سيف العتيقي وعثمان بن جار الله بن حمد سنة 1223هـ. وهو الآن ضمن مكتبة أسرة السويح في روضة سدير.

وللشيخ سيف العتيقي ابنان عالمان: صالح ومحمد. وذَكر الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى أن عقبه قد انقطع بعد أحفـاده، ونقل عنه ذلك الشيخ عبد الله البسام ومحقــق السحب الوابلة. وصحح ذلك الشيخ عبد الرحمن التويجري نقلاً عن بعض أقــاربــه في الكــويت، وهو الصواب إذ أن من أولاد سيف بن حمـد أيضاً: إبراهيم بن سيف وحمد بن سيف، وابنه إبراهيم كان من أهل العلم أيضاً. وذرية حمد بن سيف باقية ومعروفة في الكويت والمجمعة وانتشر بعضهم في مدن أخرى بالمملكة العربية السعودية.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  نقلا عن موقع "أسرة العتيقي" الالكتروني؛ والترجمة من اعداد: أ.د عماد بن محمد العتيقي