خليل بن أسعد البكري الدمشقي
خليل بن أسعد البكري الدمشقي([1]): خليل بن أسعد بن أحمد بن كمال الدين البكري الصديقي الدمشقي الرومي الحنفي، المعروف بـ "صديقي زاده"، نزيل قسطنطينية، قاضي القضاة، الصد الجسور المقداد الألمعي، كان من أفراد الزمان فقيهاً عالماً فاضلاً أديباً بارعاً نبيهاً حاذقاً عارفاً وقاد وهمة دونها الثريا، وطلاقة لم تدع لقائل مجالاً مع النطق الحسن حيث إذا تكلم تعشق الآذان لسماع نوادره وطلاقته، وله النظم والنثر البديعان.
وُلِد بدمشق في سنة 1098 هـ / 1686 م، ونشأ بها في كنف والده وجدّه، وحضر الدروس وقرأ على جماعة في العلوم والأدب، وتخرج على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الدكدكجي، وأخذ عن الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وقرأ عليه، وكذلك على الشيخ عبد الجليل ابن أبي المواهب الحنبلي وأنتفع به، وعلى والده، والشيخ عثمان بن محمود القطان، وعلى الشيخ علي الشمعة، والشيخ عبد الرحمن المجلد، والشيخ محمد الكاملي، وتفوق ومهر بالعلوم وجالس الأفاضل والأدباء وازدان به وجه الزمان، وظهرت عليه علامات الرشد والفلاح. ثم لما قدم جده قاضياً إلى مكة اصطحبه معه للحج مع والده وأقاربه، وكان جده يرى فيه الرشد ويوصي والده به، ثم لم يزل مستضياً ظلال نعم والده إلى أن مات والده، فارتحل بعده إلى إسلامبول، ووُلي قضاء القدس الشريف، وقدم دمشق وارتحل للقدس ثم عاد وارتحل لقسطنطينية واستقام بها، ووُلّي قضاء دمشق وقدم إليها، وامتدح عند وروده بالقصائد الغر، ونقل مجلس الحكم إلى داره في قرب المارستان النوري، كما فعل جده حين وُلي قضاء دمشق، وتولى إفتاء الحنفية بدمشق سنة 1135 هـ / 1722 م وقضى فيها أشهراً ثم عُزل، وسافر إلى القسطنطينية فتولى قضاء مكة رتبة، ثم صار قاضياً في دار الملك مع رتبة قضاء عسكر اناطولي، فشاع صيته وذاع إلى أن وصل خبره للسلطان الأعظم مصطفى خان، حتى انه ألبسه في حضرته فروة من السمور وضبطها ضبطاً لم يسبق إليه ولم تطل مدته بها، وتوفي بالقسطنطينية في جمادى الأخرة سنة 1172 هـ / 1759 م، وقيل سنة 1173 هـ، ودُفِن خارج باب أدرنة أحد أبواب القسطنطينية.
ومن تآليفه: أساس البراهين في بيان ضروريات الدين. ومن شعره:
إلى كم أداري والحبيب نَفور |
|
وحتام يجفو والفؤاد صبور |
المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.
تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م
([1]) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 2/ 83 ، عرف البشام فيمن ولي فتوى دمشق الشام صـ (120-126 ، 220) ، معجم المؤلفين 4/ 112 ، معجم أعلام شعراء المدح النبوي 1/ 137 ، هدية العارفين 1/ 355 ، بيت الصديق لمحمد توفيق البكري صـ 154 ، خزانة التراث – فهرس المخطوطات تابع مركز الملك فيصل 81/ 173