سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

الشيخ ياسين البكري

الشيخ ياسين البكري([1]): الشيخ المناضل المجاهد ياسين بن صادق بن رشيد البكري الصديقي القرشي، من عائلة آل البكري بفلسطين، ذرية السيد نور الدين البكري القرشي.

وُلد الشيخ ياسين في مدينة خليل الرحمن بفلسطين عام 1904 م. تلقّى علومه الابتدائية في الكُتّاب، ثم إلتحق بالمدرسة الشرعية في الخليل التي تُدرّس الطلاب علوم الدين واللغة العربية وتهيئهم للإلتحاق بالأزهر الشريف. بعد تخرجه في عشرينات القرن العشرين من "المدرسة الشرعية" إلتحق الشيخ ياسين بالأزهر الشريف. وفي أواخر عام 1929 م تخرج من الأزهر الشريف بعد أن نال شهادة "العالِمية" بكسر اللام، وهي الشهادة الأعلى التي كان يمنحها الأزهر الشريف للخريجين في ذلك الوقت. ثم عاد بنفس العام إلى مسقط رأسه مدينة خليل الرحمن، وارتحل في عام 1930 م إلى مدينة القدس ليعمل مدرساً في مدرسة ابتدائية خاصة كان اسمها "مدرسة المسجد الاقصى" المحاذية للمسجد الاقصى المبارك في حي عقبة المفتى. ثم بعد إغلاق المدرسة في أوخر ثلاثينات القرن العشرين انتقل الشيخ ياسين للتدريس في "المدرسة الابراهيمية".

في فترة الإنتداب البريطاني فإن الشيخ ياسين انخرط بالنشاطات الوطنية وكان من نشطاء ثورة عام 1936 م، وألقت السلطات البريطانية القبض عليه وأودعته بالسجن الشهير "سجن المزرعة" بالقرب من مدينة عكا لمدة ثلاثين شهراً. ولما جائت حرب فلسطين عام 1948 م فإن الرجال الغيورين الأحرار ومن ضمنهم الشيخ ياسين البكري قاموا بتشكيل ما عُرف بحركة "الجهاد المقدس"، كلفته قيادة "الجهاد المقدس" بالدفاع عن البلدة القديمة لمدينة القدس، فقاد فريقاً من المجاهدين استبسلوا بالدفاع عن المدينة وما زالت بطولاتهم تتردد على ألسنة سكان البلدة. وتعدت مهمة الفرقة التي يترأسها الشيخ ياسين الدفاع عن البلدة القديمة إلى خوض المعارك خارج أسوار البلدة القديمة في مواجهة العصابات الصهيونية في الأحياء الغربية من مدينة القدس، كما شارك بمعركة "القطمون" ومعركة "البقعة" ومعركة "المونتفيوري". وبعد أن وضعت الحرب أوزارها فإن الشيخ ياسين إلتحق بالمسجد الأقصى المبارك وعمل فيه إماماً ومدرساً حتى أخر أيام حياته.

كان الشيخ ياسين البكري عالماً أزهرياً شاعراً، وبسبب ما كان يعصف بفلسطين وانشغال الشيخ بهموم الأمة والدفاع عنها وانخراطه بالعمل السياسي والوطني والجهادي انقطع عن نظم الشعر من أجل القضية. وبعد أن تجاوز الستين من العمر نظم قصيدة "البكرية في مدح خير البرية" واسمها دال عليها، فهي قصيدة جاءت في أكثر من 250 بيت من الشعر في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثبتها الشيخ ياسين وطبعها في كتيب. وقد ذَكر فيها الشيخ ياسين سلسلة نسبه التي بدأها من والده الشيخ صادق البكري، فقال: هو المرحوم والدي الشيخ صادق بن رشيد بن محمد أمين بن داري بن صالح بن أحمد بن نور الدين بن أحمد بن علي بن بدر الدين بن حسن بن علي بن محمد بدر الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد شهاب الدين بن ناصر الدين بن عوض بن شهاب الدين بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن نجم الدين بن عيسى الروح بن شعبان بن عيسى عوض بن داود بن نوح بن طلحة سلطان مدينة الرسول بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صِدّيق رسول الله وخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وانجز الشيخ ياسين أيضاً ديواناً مخطوطاً من الشعر السياسي والوطني، يَعكف ولده الشاعر المعروف "فوزي البكري" على تنقيحه لإخراجه إلى النور. وكما كان الشيخ ياسين مهتماً بالقضية المركزية فإنه اهتم بشؤون عائلته "آل البكري" بفلسطين، وفي أوائل سبعينات القرن العشرين بدأ بإعداد "مشجرة آل البكري في القدس والخليل"، والتي تنتهي إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأخرج منها مسودة على أن يستكملها لاحقاً ولكن أدركه مرض عضال لازمه حولين كاملين، فوافته المنية صبيحة يوم الأحد 25 ربيع الأول سنة 1393 هـ الموافق ليوم 29 أبريل سنة 1973 م عن عمر يناهز 69 عاماً، ودُفِن في مقبرة باب الرحمة المتاخمة لسور البلدة القديمة تحت السور الشرقي للقدس الشريف.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  نقلاً عن نجله: الشاعر فوزي ياسين صادق البكري، وابن عمه: السيد حازم زكي يوسف إبراهيم البكري – فلسطين