الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ، و الصلاة والسلام على مبعوث الهدى ، و على آله وصحبه الذين نالوا الرضى ، و على التابعين له بإحسان ومن اقتدى ، و سلم تسليماً كثيراً ... أما بعد :

إن الله تبارك وتعالى و إن كان قد اختار للعالمين صفيّه وخليله محمداً صلى الله عليه وسلم ، فقد اختار الصديق لمحمدٍ صفياً وخليلاً .

ولست أدري من أي الوجوه أبدأ حين أتحدث عن هذا الرجل من بني تيم؟!! ، أو هل كان لمثلي أن يوفيه حقه ؟ !!

فلزمت ثغري وقدّمت صمتي ، مكتفياً فقط بقوله صلى الله عليه وسلم في آخر خطبة له (إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر).

و قد كنت و رفاقي بمشيخة السجادة العنانية العُمرية يملكنا حزن شديد لغياب سجادة سادتنا السادة البكرية عن ريادتها ، فإرتباطنا بها أكبر من أن يتصوره عقل ، أو يدركه وصف ! .

و كثيراً ما حدّثت نفسي وأعْمَلتُ عقلي لإيجاد مبرراً لهذا الإرتباط الروحي الوثيق فلم أجد له ما يعكس قدره ، اللهم إنّي قد عللت ذلك لرفقة الصديق والفاروق في المحيا والممات ، أو لكون شيخ السادة البكرية الشريف الوجيه / محمد توفيق البكري من بيت سيدي محمد بن عنان العمري بطوناً ، فصار منا آل عمر ! ، فابن أخت القوم منهم ، أو لتاريخ طويل من المصارهة و إتحاد الهدف و الغاية الذي كان له أثره العظيم متجسداً في اصطفاف شيخ السجادة البكرية معنا في النزاع الذي كان دائراً بين المشيخة العمرية و الطريقة الرفاعية وغيرها .

فكنا نتوق ليومٍ تعود فيه مشيخة السادة البكرية ، حتى مَنَّ الله علينا بانتفاضة أبنائها ، فعلت رايتها وعادت بمشيئة الله وعونه إلى ما عهدناها عليه .

و إن حديثي عن هذا الموقع و إن كان خاص بالسادة البكرية إلا أنه حديث مجروح ، فإنا والله ما شعرنا يوماً إلا أنهم منا ونحن منهم ، وما طاب لنا بدونهم عيش.

و أسأل الله لهم التوفيق و السداد و أن يستمروا على خطى الأجداد ، متبعين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه سلم ، وأن يكون هذا منبراً من منابر أهل السنة يذود عن الدين و ينبذ البدع و الشرك و الخرافات .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الفقير إلى العلي القدير

خالد عبدالله عنان العُمري

أمين عام مشيخة السجادة العنانية العُمرية