سلالة الصديق

إبراهيم بن محمد العتيقي^([1]): الشيخ إبراهيم بن محمد بن سليمان بن حمد بن سيف العتيقي من علماء سدير المعروفين، ولد في بلدة حرمه، ونشأ فيها، واشتغل بطلب العلم، وقرأ على علماء المجمعة، وذكر منهم الشيخ ابن بسام: الشيخ عثمان بن علي بن عيسى السبيعي، والشيخ عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار.

تولّي الشيخ إبراهيم العتيقي منصب القضاء لبلدان سدير سنة 1285 هـ، حيث ولّاه الإمام عبد الله الفيصل آل سعود، وكان مقرّه في المجمعة بعد خلفه الشيخ عثمان بن عيسى. وكانت تأتيه طلبات الأحكام والفتاوى من المجمعة والغاط وجلاجل والحوطة وسائر بلدان سدير، وكانت وفاته في حرمه يوم السابع من رجب عام 1315 هـ رحمه الله تعالى، وانتفع بعلمه طائفة من أهل المجمعة. وكان يتورّع عن الفتوى في المسائل التي أفتى بها غيره حتى لا يتعود الناس ضرب الفتاوى والأحكام ببعضها.

ومما يُذكر أن الشيخ إبراهيم العتيقي واخوته انتقلوا من حرمه إلى المجمعة بالتدريج ابتداءً من أواخر القرن الثالث عشر الهجري، وكانت مساكنهم في المجمعة في محلة العقدة.

وللشيخ إبراهيم ثلاثة أبناء: عبد الله وصالح وعبد المحسن. وذريته من أبنائه صالح وعبد المحسن معروفة في المملكة العربية السعودية والكويت. وكان له مكتبة علمية وفقهية متميزة وأوقف كتباً نفائس على حفيده عبد الرحمن بن صالح الذي كان من طلبة العلم، ثم تفرقت كتبه بين العلماء اللاحقين. وقد كان لإبنه عبد المحسن دور تاريخي في صراع المشيخات في بلدة الزبير.

ويُعدّ الشيخ إبراهيم حلقة وصل رئيسة في سلسلة علماء العتيقي، فجده الأعلى سيف بن حمد هو أول علماء هذه العشيرة المعروفين، وحفيده من ابنته هو الشيخ عبد العزيز بن محمد العتيقي آخر علماء العتيقي الحنابلة بنجد وآخر من انتقل من آل عتيقي إلى الكويت، ويعد من تلاميذ الشيخ إبراهيم العتيقي، إذ نشأ في بيته فترة طفولته وصباه.

وقد انتقلت إرادة الخير في ذريته الصالحة إلى أحفاده، وكان لهم دور بارز على وجه الخصوص في إنشاء المساجد، ونذكر منهم المرحوم حمد بن عبد المحسن بن إبراهيم العتيقي الذي أنشأ مسجده في ضاحية الشامية بدولة الكويت. والمرحوم خالد بن صالح بن إبراهيم العتيقي أنشأ مسجداً في ضاحية الأندلس بدولة الكويت باسم والدته مريم بنت محمد بن عبد الله بن سيف العتيقي.