سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

أبو العباس الحبيب الغماري

أبو العباس الحبيب الغماري([1]): القطب الشهير والعالم الكبير سيدي أبو العباس أحمد الحبيب بن سيدي محمد الغماري بن العالم سيدي محمد صالح بن القطب سيدي حبيب بن يحيى بن محمد بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن محمد بن يحيى بن الحاج عيسى بن علي بن محمد بن عمر بن علي بن عمر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف بن صالح بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق البكري الصديقي السجلماسي، أحد علماء آل أبي بكر الصديق المشاهير ببلاد المغرب، وتُنسب له الطريقة "الصديقية" الصوفية ببلاد المغرب.

ذكره محمد ابن الطيب القادري (المتوفى سنة 1187 هـ) في "نشر المثاني" وقال: (ونسبوه إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ونص ما كتبوه على ضريحه بعد وفاته: سيدي أحمد بن محمد الغماري بن العارف بالله سيدي محمد بن صالح بن القطب سيدي أحمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن يحيى – مرتين – بن الحسن بن بن محسن بن محمد بن يحيى بن الحاج عيسى بن علي بن محمد بن عمر بن علي بن عمر بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف بن صالح بن صالح بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ولم يحفظ النسابون "أحمد" في أولاد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وإنما خلف عبد الله أربعة من الذكور ليس فيهم من اسمه أحمد كما في جمهرة ابن حزم. ونصّه: فولد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق طلحة، وأبا بكر، وعمران، وعبد الرحمان، ونفيسة تزوجها الوليد بن عبد المالك بن مروان، أمهم كلهم عائشة بنت طلحة انتهى. لكن إذا فرضنا النسبة عندهم ثابتة لأبي بكر الصديق لا يقدح فيها بمثل هذا لإحتمال الإسقاط في عامود النسب بين أحمد وعبد الله. وقد وقع ذلك في عمود نسب بعض المشاهير من الأشراف، أو يكون ثبوتها مرفوعاً من طريق أخرى، لأن النسب يُحاز بما تُحاز به الأملاك) اهـ.

وقد تحدث الشيخ الفقيه عبد الله بن الحاج إبراهيم في رسالته المسماة "صحيحة النقل في علوية ادو عل وبكرية محمد قل"، عن النسب البكري لسيدي أحمد الحبيب اللمطي حيث قال في معرض حديثه عن نسب قبيلة الأقلال البكرية: (وأما الأقلال فمن ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم من ولد ابنه محمد، والذي فى كتب السير أن أولاد أبي بكر لم يخلف منهم إلا عبد الرحمن، ولعله خطأ من الكاتب، ولم يزالوا قديماً وحديثاً يتعاطون تلك النسبة ويكتبونها، وقد شاهدناها وطالعناها عندهم. ورأيت فى منامي ملاطفة لي فى اليقظة صحة أنهم أولاد أبي بكر الصديق، ولم أنشر ذالك المنام خوفاً من الإغترار به، إذ الرؤيا كما قال الإمام مالك تسر ولا تغر، وقد قال سيد مولود بن محم الغلاوي أن الشيخ سيد أحمد الحبيب اللمطي نفعنا الله به، قال أن قوم سيد أحمد الحبيب ينسبون إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، لأني إذا ذكرت أنا اخوتهم، وأنا من أولاد محمد بن أبي بكر. ولعله أدرك ذلك بالكشف) اهـ.

كان سيدي أحمد الحبيب وليّاً شهيراً عالماً عاملاً زاهداً كبيراً، وَصفه تلميذه العلامة سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي في "الزواهر الأفقية" بقوله: فريد العصر، ذو المآثر التي لا يدركها الحصر، المتضلع من المعقول والمنقول، المتحلي من الفضائل والفواضل بما يبهر العقول، المجلي في الحفظ والتحقيق بين مشاهير القراء، وسائر أرباب العلوم الغراء، ممن حاز المجد الراسخ، والولاية التي ما لمُحكم أياتها بحمد الله من ناسخ.

وكان رحمه الله عالماً كبيراً تخرج على يديه وأخذ عنه كثير من العلماء. توفي يوم الثالث وقيل الرابع من المحرم سنة 1165 هـ / 1751 م، ودفن بداره من اللمط من سجلماسة، وبني عليه ضريح.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  سلسلة نسبه مكتوبة (حفراً) على باب خشبي ، في مقبرة الشيخ صاحب النسب ، وانظر أيضاً: موسوعة أعلام المغرب 6/ 2175-2176 ، الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن التنلاني 1/ 25 ، فهرس الفهارس ( 1/ 462 و 2/ 981 ) ، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام 2/ 383-385 ، إتحاف المطالع 1/ 52