سلالة الصديق

أبو العباس الجشتيمي^([1]): وُلِد أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَحمد - فتحاً - الجشتيمي، في شهر رجب من عام 1307 هـ، لم يتتلمذ إلا على والده أبي زيد وأخيه أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن، قال في ذلك المختار السوسي: إنه ليكفي والده شيخ الإسلام عبد الرحمن، منقبة وفخراً، أن يكون به وحده تخريج ولده الفذ الحاج عبد الرحمن هذا، فإنه لم يعده في الأخذ إلى سواه. اتصل بثلاثة سلاطين، المولى عبد الرحمن وبخليفته من بعده المولى محمد بن عبد الرحمن، وبالمولى الحسن الأول الذي اتصل به إتصالاً وثيقاً نتج عنه أن انقطع إليه وكان إمامه في الصلوات الخمس مدة من الزمان، وإتصاله به كان بسبب شكوى رفعها إليه ضد أحد القضاة بتارودانت فأعجب به المولى الحسن وبهره زهده وورعه، فضن به وأتخذه إمامه في الصلوات وأكرمه غاية الإكرام، وكان ذلك ما بين سنة 1297 - 1299 هـ، وبقي معه في حله وترحاله إلى عام 1303 هـ، وعندما عاد إلى تارودانت، كتب له السلطان ظهير التوقير والإحترام بتاريخ 13 شوال عام 1303 هـ. تزوج عدة زوجات، وأنجب 5 ذكور و 3 بنات.

أولاده: الحاج محمد، وهو بكره، ولا يصغر عنه إلا بعشرين سنة، وتوفي قبل والده عام 1321 هـ، وتبعه ابنه بلا عقب. وسيدي سعيد، سكن بـ "تييوت" وتوفي عام 1344 هـ، بعد طول عمر وشيخوخة، ويوجد له أحفاد بـ "تييوت" بتارودانت. وسيدي عبد الرحمن، توفي في حياة والده يوم الخميس 3 رمضان عام 1320 هـ، ودفن يوم الجمعة بـ "المركع" بفرقة "أيت ماكورت" بقبيلة "إندوزال" ولم يترك إلا البنات. وسيدي عمرو، سكن بـ "إيمي أكشتيم" وتوفي سنة 1349 هـ، وتبعه ولده عبد الرحمن بلا عقب. والحسن، وهو أصغر إخوته، توفي عام 1360 هـ، ويوجد أحفاده في "أيت بقا" بكطيوة وتزكي بإندوزال.

أما البنات فهن: السيدات عائشة، توفيت سنة 1361 هـ، وزينة توفيت قبل والدها، وفاطمة توفيت نحو سنة 1350 هـ، وقد تزوجن كلهن بفقهاء. وتوفي أبو العباس الجشتيمي بقصبة "تييوت" عن 96 سنة، ليلة الثلاثاء 9 ذي القعدة عام 1327 هـ / 1909 م، بين المغرب والعشاء، ودُفِن بزاوية قرب مسجد القصبة من ناحية غربه، وحضر للصلاة عليه ودفنه قرابة 700 رجل.