أبو الحسن السمان
أبو الحسن السمان([1]): الشيخ أبو الحسن السمان بن الشيخ عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم السمان القرشي البكري الصديقي، وُلِد في أوائل القرن الثالث عشر الهجري بمدينة رسول الله، وكان منفرداً عن أقرانه في الحديقة المسماة بالعليا بجذع قربان، اشتراها جده.
ونشأ على أحسن حال من صغره، ثم حفظ القرآن وتعلم العلم النافع، ولا زال عاكفاً بباب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصل المدينة السيد حبيب بن السيد إمام، فسُرّ به الشيخ غاية السرور، ثم سافر بعد ذلك. وكان كثيراً يتردد على الشيخ منصور البديري، فإنه رآه عظّمه وقَبّل يده. وقد جاء بالأسلوب العجيب في طريق الله، وتكلم بالعلوم والمعارف، وأذعن له كل عالم وعارف. توفي بالمدينة المنورة يوم الأحد لإثنين وعشرين مضين من شهر ذي القعدة الحرام سنة 1258 هـ، ودُفِن بالبقيع تجاه الأزواج الطاهرات. ورثاه فضلاء المدينة، منهم الفاضل الأديب الشيخ عمر أفندي البري المدني.
وأعقب الشيخ أبي الحسن السمان: وَلده الفاضل الشيخ محمد، فقام على نهج أبيه، ومات صغير السن دون الثلاثين، وكان قد خَلَف أبيه وقام بالوظيفة وتربية الإخوان، ثم سافر إلى الآستانة، ورجع إلى مكة ثم إلى المدينة، ومات بها وعمره لم يتجاوز الثلاثين. وأعقب الشيخ محمد بن أبي الحسن السمان ولداً سمّاه "محمد حسن"، كان حلو العبارة، في غاية من اللطافة والنباهة، وُلِد بمكة في غياب والده، وسكن المدينة المنورة، ولزم طريق آبائه في دار الصديق الأكبر بقرب باب الجبر، وكان يقوم بوظائف الأوراد والأذكار، وكان معاصراً للشيخ النسابة عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي (المتوفى سنة 1355 هـ / 1936 م) والتقى به مراراً.
المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.
تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م
([1]) فيض الملك الوهاب المتعالي بأنباء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي صـ 2020-2022