سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

ناصر الدين الديماني

ناصر الدين الديماني([1]): أوبك "أبو بكر" بن أبهم الملقب بناصر الدين الديماني البكري الصديقي، من أهل شنقيط وكان صالحاً ناسكاً. بايعته قبائل أهل الزوايا من الجنوب في القرن الحادي عشر الهجري حوالي سنة 1045 هـ لإقامة دولة لهم، عَمل "ناصر الدين" على نشر الإسلام ودخول السودان الغربي([2]) حيث كان لا يزال بتلك الديار جماعات غير مسلمة، وتصدى للمؤسسات الإستعمارية وألغى تجارة الرقيق، غير أنه حاول إخضاع القبائل العربية المحاربة التي لم تشأ ذلك. فحدثت حرب كبيرة بينهم وبين بني حسان دامت 30 سنة، وسميت بحرب (شرببة)، وتتكون الكلمة من شطرين "شر" وتعني حرب، و"ببة" هو اسم شخص لجأ لبني حسان بعد أن امتنع من دفع الزكاة، وأبى بنو حسان أن يسلموه إلى أهل الزوايا، وفي أخر هذه الحرب الطويلة قُتِل ناصر الدين الديماني سنة 1085 هـ وفشلت محاولات أهل الزوايا في إنشاء دولة على نهج دولة المرابطين الأولى الشهيرة. ومن أسباب انتصار القبائل الحسانية في تلك الحرب على أهل الزوايا بعد أن كان النصر حليف للزوايا، أن بني حسان كانوا من القبائل الحاملة للسلاح المجيدة لفنون القتال، بخلاف أهل الزوايا وهم القبائل المرابطية الحاملة للعلم، فلم يكونوا أهل دراية كافية بفنون القتال مثل قبائل بني حسان. وبعد هذه الحرب اتجه أهل الزوايا لحمل العلم وتركوا السلاح الذي صار لبني حسان فقط.

وقال صاحب "الوسيط في تراجم أدباء شنقيط" أن حرب شرببة: حرب دينية، سببها أن واحداً من اللحمة اسمه ببَّة، منع الزكاة، فأراد أهل الزوايا أخذها منه بالقوة، فدافع عنه بنو حسان، وقالوا لا يعطيها إلا عن طيب نفس منه، فصاروا يداً واحدة. وأما الزوايا فإن بعض قبائلهم حارب بأجمعه، وبعض القبائل انقسمت قسمين، قسم دخل الحرب، وقسم اعتزلها.

وفي أحد وقائع هذه الحرب، سبق بنو حسان أهل الزوايا إلى غدير لا يوجد غيره من الماء، وكان النهار حاراً. فلما رأوهم عنده، أحجموا عنهم، فأراد أهل الزوايا أن يحملوا عليهم. فقال لهم أحدهم، وكان شاباً: دعوهم يشربوا، لئلا يقولوا: لولا العطش ما غلبونا، فتنحى عنهم أهل الزوايا. فلما شربوا أفسدوه عليهم. فعطش أهل الزوايا فكانت الدابرة عليهم.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  الوسيط في تراجم أدباء شنقيط 1/ 492-493 ، الموسوعة الجغرافية التاريخية للوطن العربي (موقع الكتروني).

([2])  السودان الغربي: ويشمل حوض نهري السنغال وغامبيا، وأجزاء من حوض نهري النيجر والفولتا. ومن أشهر دول السودان الغربي: دولة مالي.