سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

سيدي محمد أبيض الوجه

سيدي محمد أبيض الوجه([1]): سيدي أبو المكارم زين العابدين جمال الدين محمد أبيض الوجه بن أبي الحسن محمد تاج العارفين بن جلال الدين محمد أبي البقاء بن جلال الدين عبد الرحمن بن أحمد زين الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد بن محمد ناصر الدين بن عوض بهاء الدين القرشي البكري الصديقي المصري الشافعي، القطب الشهير وشيخ الإسلام، وعالم الحرمين ومصر والشام، وهو صاحب الحزب الصوفي المعروف "بحزب البكري".

وُلِد ليلة الأربعاء الثالث عشر من ذي الحجة سنة 930 هـ، نشأ سيدي محمد أبيض الوجه على التقوى والورع الزهد وعز النفس، وكان فصيح اللسان عالم صوفي كبير الشأن، حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، حفظ ألفية ابن مالك وعرضها على أجلاء العلماء، مثل: العلامة إسماعيل القيرواني الشافعي، ومحمد الخطاب الكبير المالكي، ومفتي الديار الحلبية ابن بلاد الحنفي. وأتم حفظ مؤلفات أبي إسحاق الشيرازي في الفقه الشافعي قبل تمام الثالثة عشرة من عمره، وعرضه على أعيان علماء مصر، مثل: شيخ الإسلام أبو العباس الرملي الشافعي، والعلامة اللقاني المالكي، وقاضي القضاة أبو الحسن علي الطرابلسي الحنبلي. وتفقّه على الشهاب عمير البرلسي، وجلس في التدريس بالجامع الأزهر، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي، والمسجد الحرام. وله تصانيف، منها: البرهان في تفسير القرآن، والوصول إلى معارج الأصول، والإشارات العلوية في منهاج الصوفية، وغير ذلك من الرسائل والمؤلفات في سائر العلوم والفنون، وله ديوان شعر كبير.

ومن مقالاته: إن أبا بكر أفضل من علي ولكن المحبة والانجذاب شيء آخر، وهذا مذهبي ومواهبنا كلها على يدي سيدنا علي - رضي الله عنه.

وسُئل ذات مرة: لِما كان في أهل مكة قسوة القلب، وفي أهل المدينة لينها؟، فقال: لأن أهل مكة جاوروا الحجر، وأهل المدينة جاوروا البشر. ويعني بالحجر: الكعبة، والبشر: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان يحج في كل عامين مرة، وتوفى بالقاهرة ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة 994 هـ، وقيل بل توفي في ربيع الثاني سنة 993 هـ، والأولى أصح. وقيل في تاريخ وفاته:

مات من نسل أبي بكر فتى
قلت لما الدّمع من عيني جرى
 

 

كان في مصر له قدر مكين
أرّخوه (مات قطب العارفين)
 

وقال مفتخراً بنسبه:

إذا افتخرت أبناء قوم أكارم
فلي بينهم فخر الأثير على الثرى
فجدّي أبو بكر صديق محمد
أما جدتي بنت البتول وجدتي
 

 

وعزت وقد هزت متون الصوارم
تنقل من تيم إلى آل هاشم
وصديقه رب الندى والمكارم
لأمي من مخزوم هل من مساهم
 

ومن شِعره كذلك:

إلهي مهما أردت الحنو
ومهما أردت إليك المسير
ومهما رجوتك في حاجة
 

 

وجدتك أشفق مني علي
وجدتك أقرب مني إلي
وجدت الذي ارتجيته لدي
 

وأيضاً قوله:

إذا ضاق أمر فلا تيأسن
فكم شدة وأتى بعدها
 

 

وكن راجياً فضل رب مجيب
من الله نصر وفتح قريب
 

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  النور السافر عن أخبار القرن العاشر 1/ 369-383، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 10/ 632 ، سلم الوصول إلى طبقات الفحول 3/ 243 ، هدية العارفين 2/ 258 ، عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق ، بيت الصديق لمحمد توفيق البكري صـ 81-87 ، أبجد العلوم 1/ 661 ، تاج العروس 18/ 251 ، طبقات الحضيكي 2/ 379-380 ، الأعلام للزركلي 7/ 60