سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

جلال الدين الدوّاني الكازروني

جلال الدين الدوّاني الكازروني([1]): الإمام العلامة المحقق القاضي الشيخ أبو الفضل جلال الدين محمد بن سعد الدين أسعد بن محمد بن عبد الرحيم بن علي الدواني، القرشي البكري الصديقي الكازروني الشافعي، قاضي القضاة بإقليم فارس. من نسل محمد بن أبي بكر الصديق كما ذكر عباس القمّي في "الكنى والألقاب".

وُلِد في "دوان" من بلاد "كازرون" سنة 830 هـ / 1427 م وسكن شيراز، وكان يُعد من الفلاسفة، فهو إمام المعقولات وصاحب المصنفات، وقد أصبح آخر الأمر قاضي قضاة إقليم فارس، ومدرّساً بمدرسة الأيتام في شيراز، حيث قام بتعليم الناس العلوم الشرعية وعلوم العقليات. وقد تقدم في العلوم سيما العقليات وأخذ عنه الناس وارتحلوا إليه من بلاد الروم وخراسان وما وراء النهر. وللدواني أيضاً باع في علوم التفسير والحديث والفقه وغيرهم من العلوم، وكانت له فصاحة زائدة وبلاغة، وتواضع، وهيبة، وقد أثنى عليه جملة من العلماء.

أخذ العلم عن عدد من الشيوخ، منهم: المحيوي اللاري، وحسن بن البقال. أما تلاميذه ومن أخذ عنه فعددهم كثير جداً، ومن أبرزهم: محمد المعروف بمنلا دَرَان التركماني الحنفي، وعبد الرحمن بن علي الأماسي، وعلي بن محمد الشيرازي، وإسماعيل الشرواني الحنفي، وقطب الدين الحسيني الإيجي، وغيرهم الكثير.

وكان يسيح في الأرض طلباً للعلم، وقد مكث مدة ثماني سنين عند الشيعة الروافض في سياحاته تلك.

وهو صاحب المؤلفات المتقنة المشهورة مثل: أنموذج العلوم، وتعريف العلم، وإثبات الواجب، والأربعون السلطانية، وتفسير سورة الكافرون، وتفسير القلاقل، وأفعال العباد، وبستان القلوب، وحاشية على الأنوار لعمل الأبرار للأردبيلي في الفروع، وحاشية على حاشية الصدور لتجريد العقائد، وحاشية على شرح آداب الفاضل للشرواني، وحاشية على الشمسية في المنطق، وحاشية على المطالع في الحكمة، ورسالة في اثبات الواجب جديدة، ورسالة في اثبات الواجب قديمة، ورسالة في افعال العباد، ورسالة في ايمان فرعون، ورسالة في تعريف الكلام من المواقف، ورسالة في التشبيهات الواقعة في دعاء الصلاة، ورسالة العشرية، ورسالة في خلق الاعمال رسالة في علم النفس، والرسالة القلمية، ورسالة في مسائل من الفنون، ورسالة الحوراء والزوراء، وزوراء الفاضل ثم شرحها، وشرح تهذيب المنطق والكلام، وشرح العقائد، وشرح هياكل النور للسهروردي، والطبقات الجلالية في حواشى شرح التجريد من الجديد، ولوامع الاشراق في الحكمة العملية والمنزلية والمدنية في مكارم الاخلاق. وغيرهم، وله رسائل بالفارسية.

وكان الملك جام نظام الدين ننده بن باينه بن انر بن صلاح الدين بن تماجي السندي قد أراد أن يستقدم إلى بلاده العلامة جلال الدين الدواني، وبعث إليه شمس الدين والمير معين الدين وبعث الهدايا إليه، ولكن كان الدواني قد مات قبل أن تصل إليه هدايا الملك. فكانت وفاته قريباً من "دوان" ببلاد فارس وقد جواز عمره الثمانين، وذلك سنة 918 هـ / 1512 م، وقيل: 907 هـ، وقيل: 928 هـ، وقيل: 940 هـ، وقيل: 945 هـ، والأولى أرجح.

ملحوظة: كان الشيخ جلال الدين الدواني من أكابر علماء أهل السنة والجماعة، وهو صوفي، أشعري المعتقد، شافعي المذهب، ولم يكن شيعياً رافضياً كما قال البعض، بل إن للشيخ الدواني رسالة باسم "الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة" بيّن فيها مآخذه على الشيعة الروافض، حيث وصفهم بالكفر والفجر، وقال في مقدمة هذه الرسالة([2]): (الحمد لله محكم أحكام الجمهور بمذاهب السنة، رافض حكم بدعة الرفض بأحكام الكتاب والسنة. والصلوات الطيبات على نبيه محمد أشرف المخلوقات من البشر والملك والجن، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه مصابيح أهل الجنة في الجنة، أما بعد، فإنه لمّا ظهر دين الإسلام على الأديان امتدت إليه الأبصار فأصابته عيون الحساد، حتى ظهرت هذه الفرقة المعارضة المسماة بالرافضة على رأس المائة الرابعة من خلافة بني العباس، فأحدثت فيه أقوالاً، بعضها مبني على الكذب الظاهر، وبعضها مبني على التأويل الفاسد، وبعضها مبني على السخرية والضحك ونحو ذلك) اهـ مختصراً([3]).

وكذلك فقد هرب من بطش الشيعة حفيده "عبد الله بن علي محمد بن جلال الدين الصديقي الدواني" من بلدته "دوان" وانتقل منها إلى "بشاور"، وهذا بعد تسلط الشيعة على بلاد الفرس وتعصبهم على أهل السنة والجماعة([4]).

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  شذرات الذهب في أخبار من ذهب 10/ 221 ، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 7/ 133 ، النور السافر عن أخبار القرن العاشر 1/ 123 ، البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع 2/ 129 ، نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر (4/ 301 ، 441) ، معجم المؤلفين 9/ 47 ، ديوان الإسلام 2/ 285 ، الأعلام للزركلي 6/ 32-33 ، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (1/ 184 ، 451 ، 457) ، فهرس الفهارس 1/ 202 ، هدية العارفين 2/ 224 ، أبجد العلوم 1/ 238 ، الكنى والألقاب 2/ 230-231 ، الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة صـ 17-29 ، نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر 5/ 487 ، معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 891 ، خزانة التراث – فهرس المخطوطات تابع مركز الملك فيصل (3/ 654 و 4/ 226 و 10/ 313) ، مخطوط: الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري الدمياطي

([2])  انظر: الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة صـ 65-69

([3])  لمطالعة المزيد من الردود على دعوى الرافضة أن جلال الدواني كان شيعياً، فليُنظر ما أورد الدكتور "عبد الله حاج علي منيب" في مقدمة تحقيقه لــ الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة صـ 29-32

([4])  انظر: نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر 5/ 487