إفتتاح الموقع: كلمة "الشاذلي بن عباس الجعفري" عضو اللجنة الاستشارية بالسجادة

SAM_0946.jpgصورة النسابة المؤرخ الشريف الشاذلي بن عباس الجعفري الحسيني - عضو اللجنة الاستشارية بالسجادة البكرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله خالق الظلمات والنور ، جاعل الملائكة رسلاً ، المُنزِّل على عبده وحبيبه ونبيه ورسوله فى محكم آياته (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا )) [الكهف -الآية 30] وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( خير ما يُخلِّفُ الرجل مِنْ بعده ثلاثٌ: ولدٌ صالحٌ يدعو لَه، وصدقةٌ تجري يبلغهُ أجرها، وعلمٌ يُعملُ به من بعده).
كم سعدت فى هذه الايام العطرة المباركة بإنطلاق "موقع السجادة البكرية" ، هذا  الحدث الذي إنتظرناه طويلاً ، والذي واكب قدوم شهر الخير والبركة رمضان المبارك ، فلقد نشأنا منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع من أعمامنا وأقاربنا فى صعيد مصر عن السجادة البكرية ، ودورها فى الأنساب والتصوف . دون التعريج على دورها العلمي والثقافي في المجتمع؛ ولقد سعدت عندما وجدت أحد الكتب والمراجع القديمة ممهور بختم (وقف لله تعالى مقره بيت السجادة البكرية ) .

فلقد كان لمكتبة السجادة البكرية الموقوفة عليها دوراً كبيراً فى حفظ ونشر العديد من الكتب والمعارف ، التي إن دلّت تدل على إهتمام القائمين عليها بدور العلم والمعرفة . فمنذ عهد "أبو الحسن تاج العارفين البكرى" المتوفى عام 952 هـ  الموافق (1545/1546 م) وحتى عهد "محمد توفيق البكرى" الذي كانت ولايته لنقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية ومشيخة السجادة البكرية من جمادي الثاني 1309 إلى أوائل عام 1329 هـ (ديسمبر 1891 إلى أوائل عام 1911 م) ... إهتم كل من تولّى منصب مشيخة السجادة البكرية بالعلم وأهله .

فقد ألّفوا في مختلف العلوم والفنون ، أمثال الشيخ أبو الحسن البكري : شمس الدين أبي الحسن محمد تاج العارفين (ت 952 هـ) ، فمن تصانيفه: حاشِية على شرح الْمحلى. رسالة الاحدية. شرح الرَوْض. شرح الْعباب. الْكَنْز في شرح المنهاج للنووي. الْمطلب فِي شرح المنهاج. أيضاً: المغني شرح آخر على المنهاج. أيضاً: نبذة فِي فضائل النصف من شعبان.

وولده: محمد أبيض الوجه بن أبي الحسن البكري (ت 991 هـ ) صاحب كتاب:  تأبيد المنّة بتأييد السنة.

والشيخ محمد أبي السرور البكري (1005-1060هـ ) صاحب التصانيف الكثيرة، والتى منها: عيون الاخبار ونزهة الأبصار ، النزهة الزهية فى ذكر ولاة مصر والقاهرة المعزية  ، الروضة المأنوسة فى أخبار مصر المحروسة ، المنح الرحمانية فى الدولة العثمانية ، وغيرهم الكثير من المصنفات التى تعتبر حلقة مهمة فى مصادر تاريخ العصر العثمانى .

والشيخ مصطفي بن كمال الدين البكري الصديقي "مجدد الطريقة الخلوتية"، صاحب ورد السحر ، والكشف الأنسي والفتح القدسي ،  والسيوف الحداد في الرد على أهل الزندقة والإلحاد ، وغيرهم الكثير.

وقد تجلّى أيضاً في بدايات القرن العشرين، فقد كان الشيخ محمد توفيق البكري شيخ مشايخ الطرق الصوفية يؤمن بسبق أوروبا في التعليم الحديث ، مما يستوجب النقل عنها بالترجمة إلي العربية ، وتعلُّم اللغات الأوروبية ، فدعاه ذلك إلي الدعوة إلي أن يكون التعليم عاماً إجبارياً في مراحله الثلاث: الإبتدائي والثانوي والعالي, وأن تكون نسبة التلاميذ في المراحل الثلاث بقدر عشرين في المائة من عدد السكان. كما كتب الشيخ توفيق البكري كتاباً قيّماً عن التعليم والإرشاد ربط فيه بين الجهل ودوام الاستبداد والاستعمار، ورأي فيه أن المخرج من هذا لا يكون إلا بالتعليم.

ثم بعد ثورة 1952 م بدأ نجم السجادة فى الأفول ، وجاء الفتى البكري ورفاقه الكرام  ليعيدوا للسجادة دورها ، بعد ما يربوا عن نصف قرن من التهميش والإهمال ليعيدوا بث الحياة فيها .
وهذا قليل من كثير يذكر حول دور السجادة البكرية وشيوخها : العلمي والثقافي ، فى خدمة العلم والمعرفة للأمة الإسلامية قاطبة .
واسأل الله أن يكلل جهود القائمين عليها بالتوفيق والسداد .

الفقير لله رب الفلق والناس
الشاذلي بن عباس الجعفري الحسيني
صعيد مصر
عفى الله
عنه
.

Waqf.jpgوقف لله تعالى ومقرّه بيت السجادة البكرية