سلالة الصديق

مجد الدين الفيروزآبادي^([1]): محمد بن السراج أبي يوسف يعقوب بن الصدر أبي إسحاق محمد بن الحسام إبراهيم بن السراج عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل الله بن شيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله القرشي البكري الصديقي، المجد أبو الطاهر وأبو عبد الله الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي، الشيخ العلامة الأديب المفسر اللغوي الشهير. وُلِد الفيروزآبادي "بكازرون" – وقيل "كارزين" - في شهر ربيع الآخر سنة 729 هـ/ 1329 م، وتفقه بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع، وقد اشتهر بالفيروزآبادي نسبة إلى مدينة فيروزآباد التي تقع جنوبي شيراز التي انتقل إليها وهو ابن ثمان، وكان سريع الحفظ شديد الذكاء. ارتحل للعراق والشام ومصر ومكة وبلاد الروم "زمن السلطان بايزيد بن مراد العثماني" والهند، واستقر به المقام في "زبيد" باليمن حيث صار قاضي قضاة زبيد لنحو عشرين سنة، وكان قاضي أقضية اليمن حيث أضيف إليه قضاء اليمن كله حتى وفاته بها في ليلة العشرين من شهر شوال سنة 817 هـ/ 1415 م عن 88 سنة.

من مؤلفاته: "القاموس المحيط" و"بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" و"المغانم المطابة في معالم طابة" و"أحاسن اللطائف في محاسن الطائف" و"المرقاة الوفية في طبقات الحنفية" و"نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان" وغيرهم.

أما نسب الشيخ الفيروزآبادي ففيه مطعن: وهو ما ذكره العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفى سنة 825 هـ) في كتابه "إنباء الغمر بأبناء العمر" حيث قال: محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر، الشيرازي الشيخ العلامة مجد الدين، أبو الطاهر الفيروزآبادي، كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه، ويذكر أن بعد عمر: أبا بكر بن أحمد بن أحمد بن فضل الله بن الشيخ أبي إسحاق، ولم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في ذلك مستندين إلى أن أبا إسحاق لم يعقب، ثم ارتقى الشيخ مجد الدين درجة فادعى بعد أن وُلي قضاء اليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق وزاد إلى أن رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه محمد الصديقي، ولم يكن مدفوعاً عن معرفة إلا أن النفس تأبى قبول ذلك.

وأيضاً ما نقله البريهي السكسكي (المتوفى سنة 904 هـ) في كتابه "طبقات صلحاء اليمن" حيث ذكر: وقد سئل الشيخ مجد الدين المذكور – يعني مجد الدين الفيروزآبادي - كم كان للشيخ أبي إسحاق من الولد فقال كان جدي رحمه الله تزوج امرأة فحملت بولد ثم سافر إلى بغداد فأقام بها طول عمره ولم يُولد له سوى الولد الذي غاب وامرأته حامل به فولدت ذلك الحمل وسموه "فضل الله" ولم يعلم به أبوه، فولد لفضل الله أولاد فغرق في البحر ولم يصل إلى أبي إسحاق فبلغه ذلك فقال:

وقد اعترض الشيخ شهاب الدين ابن حجر وجماعة على الشيخ مجد الدين، في نسبة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقالوا هذا لم يصح ثم أنكروا أيضاً نِسبة الشيخ مجد الدين إلى الشيخ أبي إسحاق.

ولكن: ابن ناصر الدين (المتوفى سنة842 هـ) صاحب كتاب " توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم" ذكر أن الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي من ذرية الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

وكذلك وصف ابن تغري بردي (المتوفى سنة 874 هـ) في كتابه "المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي" الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي "بالصديقي".

وكذلك السخاوي (المتوفى سنة 902 هـ) صاحب كتاب "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" ذكر أن الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي من ذرية الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

وكذلك فقد ذكر أبو جعفر البلوي الوادي آشي (المتوفى سنة 938 هـ) في "ثبته" إسم الفيروزآبادي مقترناً بلفظتي "البكري" و"الصديقي"، فقال: قاضي القضاة مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم البكري الصديقي.

وكذلك فقد ورد في كتابيّ "إيضاح المكنون" و "هدية العارفين" وكلاهما لإسماعيل الباباني البغدادي (المتوفى سنة 1399 هـ) عن عم مجد الدين الفيروزآبادي أنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكازروني البكري صاحب "الميزاب في نسب سيد الأقطاب" و"البرهان المؤيد في مناقب الإمام الرفاعي أحمد" و"شفاء الأسقام في سيرة غوث الأنام" حيث لقبه "بالبكري".

وذُكر مثله في كتاب "طبقات النسابين" لبكر بن عبد الله أبو زيد (المتوفى سنة 1429 هـ).

وكل هذا مما يدعم صحة النسب البكري الصديقي للعلامة الفيروزآبادي.

ومن الأدلة القوية الأخرى على صحة انتساب الفيروزآبادي إلى أبي بكر الصديق أن نسابة آل الصديق وشيخ السجادة البكرية ونقيب الأشراف بمصر السيد محمد توفيق البكري (المتوفى سنة 1351 هـ/1932 م) قد ذكر في كتابه "بيت الصديق" ترجمه لمجد الدين الفيروزآبادي وذكر أنه من ذرية أبي بكر الصديق.

أما المطاعن التي أثيرت حول نسبه فلعل ما أثارها هو عدم تصريحه بنسبه إلى أبي بكر الصديق إلا بعد أن تولى قضاء اليمن. والله أعلم.