سلالة الصديق

جلال الدين أبو البقاء البكري^([1]): أبو البقاء جلال الدين محمد بن جلال الدين عبد الرحمن بن أحمد زين الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد بن محمد ناصر الدين بن عوض بهاء الدين القرشي البكري الصديقي، المصري الشافعي، قاضي الإسكندرية.

وُلِد بدهروط بالصعيد الأدنى في ثاني صفر سنه 807 هـ / 1404 م، ونشأ طالباً وتفقّه بجدّه، ثم تحول إلى القاهرة وأخذ عن الشمس البرماوي، وحضر دروس الولي العراقي والجلال البُلقيني وأخيه العلم والقاياتي، وبرع في الفقه وأصوله والعربية في الجملة، مع الديانة والتواضع والكرم، مع التقلل، وحجّ وجاور وأخذ عن الأهدل، وناب في القضاء، ثم استقل بقضاء الإسكندرية سنة 864 هـ، ثم عُزل ورجع إلى القاهرة وناب، فأفتى ودرّس، ثم أعرض عن القضاء سنة 875 هـ واستقر في مشيخة البيبرسية، وصنّف "شرح الترمذي" و"تنقيح اللباب" ومواضع من "المنهاج" وقطعة من "التدريب" وبعض "الروض" وشرع في شرح البخاري، وأفرد نكتاً على "الروضة" "المنهاج".

وبالجملة فهو فقيه قد برع في الأصول والحديث، وتفرد بفروع الشافعية، فلم يقارنه فيها أحد، وزار دمشق وبيت المقدس، وحج، ووُلي قضاء الإسكندرية، وحُمِدت سيرته. وتوفي بالقاهرة يوم الخميس منتصف ربيع الآخر سنة 891 هـ وله أربع وثمانون سنة.

ذكره السيد مرتضى الزبيدي (المتوفى سنة 1205 هـ) فقال:- أبيض الوجه: لقب أبي الحسن محمد بن محمد، أبي البقاء جلال الدين البكري المدفون ببركة الرطلي، وهو جد السادة الموجودين الآن بمصر. قلت: أبيض الوجه هو لقب ابنه سيدي القطب الكبير محمد أبيض الوجه بن أبي الحسن البكري.

ويروي السيد محمد توفيق البكري في "بيت الصديق" أن جنود مصر حين ثاروا على "السلطان الغوري" وأرادوا خلعه من المُلك، توجهوا إلى الشيخ جلال الدين البكري، وطلبوا منه أن يقبل تولي الخلافة على المسلمين في مصر، بعد أن توسموا فيه كل الصفات التي ترشحه للخلافة من علم وتفوى وشجاعة، وبعد أن فضّلوه لإنتسابه إلى أبي بكر الصديق، الذي كان الخليفة الأول للمسلمين، ولكن الشيخ جلال الدين قال لهم: (اصبروا فإن سلطانكم قريب)، ثم وقع ما وقع وجائهم السلطان سليم العثماني.