سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

الشيخ آق شمس الدين

الشيخ آق شمس الدين([1]): محمد شمس الملة وولي الدين بن حمزة ابن نجل الشيخ شهاب الدين السهروردي القرشي البكري الصديقي الدمشقي الرومي، الشيخ آق شمس الدين، ولي البيرامية، المُلقب بالفاتح المعنوي للقسطنطينية. طلب فنون العلوم وتبحر فيها وأصبح علم من أعلام الحضارة الاسلامية في عصر الخلافة العثمانية. وهو معلم السلطان العثماني محمد الفاتح ومربيه. وُلِد الشيخ آق شمس الدين في دمشق عام 792هـ / 1389 م، وحفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، ودرس في "حلب"، وارتحل في صباه مع والده إلى بلاد الروم، وكان قدومه إلى قاواق سنة 799 هـ، وتوفي أبوه وهو في السابعة.

درّس الشيخ آق شمس الدين: السلطان محمد الفاتح القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه والرياضيات والفلك والتاريخ، واللغات "العربية، والفارسية، والعثمانية". انضم الشيخ آق شمس الدين للطريقة "البيرامية" وسُرعان ما اختاره وليها حاجى بيرام شيخاً سنة 830 هـ، وكانت له كرامات علاجية قرّبته من السلطان محمد الثاني الفاتح. وكان الشيخ آق ضمن العلماء الذين أشرفوا على السلطان محمد عندما تولى إمارة "مغنيسا" ليتدرب على إدارة الولاية، وأصول الحكم، واستطاع الشيخ آق شمس الدين أن يُقنع الأمير الصغير بأنه المقصود بالحديث النبوي: (لتُفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش)، وعندما أصبح الأمير محمد سلطاناً على الدولة العثمانية، وكان شاباً صغير السن وجّهه شيخه فوراً إلى التحرك بجيوشه لتحقيق الحديث النبوي فحاصر العثمانيون القسطنطينية براً وبحراً، وكتب الله له في النهاية الفتح، وتحقق على يده فتح القسطنطينية.

ذكر الشوكاني في البدر الطالع أن الشيخ شمس الدين ظهرت بركته وظهر فضله وأنه حدد للسلطان الفاتح مسبقاً اليوم الذي تفتح فيه القسطنطينية على يديه، وقد اهتدى الشيخ آق شمس الدين بعد فتح القسطنطينية إلى قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري بموضع قريب من سور القسطنطينية، حيث كان موضع قبره مجهولاً قبلها. وكان الشيخ آق شمس الدين أول من ألقي خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا بعد الفتح. وكتب الشيخ آق شمس الدين عدداً من الكتب الصوفية والطبية. وتوفي الشيخ آق شمس الدين ببلدة كوينك سنة 863 هـ / 1459 م.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  سلم الوصول إلى طبقات الفحول 3/ 135-136 ، الدولة العثمانية: عوامل النهوض وأسباب السقوط 1/ 113-117 ، فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح  1/ 114 ، بين العقيدة والقيادة 1/ 453 ، معجم المؤلفين 9/ 271 ، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 1/ 864 ، هدية العارفين 2/ 202-203 ، الموسوعة الصوفية صـ 26