سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

شهاب الدين النويري

شهاب الدين النويري([1]): الإمام الفاضل مجموع الفضائل أبو العباس شهاب الدين أحمد بن تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن أبي عبد الله محمد بن عبد الدائم بن منجا - وقيل: عبادة - بن علي بن طراد بن خطاب بن نصر بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن هلال بن الحسين بن ليث بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق القرشي البكري الصديقي، عالم بحاث غزير الإطلاع، كان ذكي الفطرة حسن الشكل، فيه أريحيه وود لأصحابه، وله نظم يسير، ونثر جيد. وكان لطيف المعاني ناسخاً مطيقاً يكتب في ثلاث كراريس، وكتب البخاري ثماني مرات، وقد جمع تاريخاً في ثلاثين مجلداً، له: "نهاية الأرب في فنون الأدب" في ثلاثين مجلداً أيضاً، وبالجملة كان نادراً في وقته.

مولِده ليلة الثلاثاء السادس والعشرين من ذي القعدة سنة 677 هـ / 1278 م - وقيل بل سنة 660 هـ / 1262 م - بقوص في صعيد مصر، ونِسبته إلى "نويرة" ببني سويف بصعيد مصر أيضاً. درس بالأزهر الشريف في القاهرة، ودرس الحديث والتاريخ والأدب، اشتغل في شبابه مدة بنسخ الكتب الجليلة. اتصل ببلاط السلطان الناصر محمد بن قلاوون في سلطنته الثانية (693-708 هـ) ثم الثالثة (709-741 هـ) ونال عطفه وحظوته، وتقلّب في عدة وظائف إدارية ومالية ظهرت فيها جميعاً كفايته وتفوقه، وباشر نظر الجيش بطرابلس، وتولى نظر الديوان بالدقهلية والمرتاحية، ثم انقطع النويري عن تلك المهام واعتزل، وعكف على الدرس والمطالعة الواسعة حتى ارتوى من مناهلها. وتوفي النويري في القاهرة يوم الخميس التاسع عشر – وقيل بل يوم الجمعة العشرين – من شهر رمضان سنة 733 هـ / 1333 م، ودُفِن يوم الجمعة بالقرافة، ولم يكن له ولد، ورثه أخوه ولم يكن له شيئ.

ذَكر العلامة شهاب الدين  النويري البكري الصديقي في كتابه: نهاية الأرب في فنون الأدب، فصل بعنوان "ذكر رؤيا رأيتها فى المنام أحببت إثباتها لدلالتها على صحة نسبى" فقال: وفي ليلة الجمعة ثالث عشر ذى القعدة سنة 729 هـ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام، وهو جالس بالإيوان البحرى بالمدرسة الناصرية، التى هى بين القصرين، من الجهة اليمنى لمن يقصد صدر الإيوان فى ذيل الإيوان بينه وبين الحائط نحو ذراعين، أو أقل من ذلك، وأنا جالس بين يديه الكريمتين، وهو يذكر عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها بخير، فقلت له: يا رسول الله هى عمتى، ثم قلت ثانياً: يا رسول الله عائشة أم المؤمنين عمتى، لأننى أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم بن منجا بن علي بن طرّاد بن خطّاب بن نصر بن إسماعيل بن إبراهيم. فلما انتهيت فى سرد نسبى إلى إبراهيم قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم ابن جعفر، قلت: نعم يا رسول الله، ابن جعفر بن هلال بن الحسين بن ليث بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، فعائشة أم المؤمنين يا رسول الله عمتى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، واستيقظت من النوم، وسررت بهذه الرؤيا، وأثبتها ولله الحمد.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  البداية والنهاية ط إحياء التراث 14/ 189-190 ، سلم الوصول إلى طبقات الفحول 1/ 171-172 ، نهاية الأرب في فنون الأدب 33/ 286 ، تاريخ ابن الجزري 2/ 646 ، المقفى الكبير 1/ 521-522 ، الكنى والألقاب 3/ 273 ، مؤرخو مصر الإسلامية صـ 62-67 ، الأعلام للزركلي 1/ 165