الإفتتاح: كلمة "أحمد فرغل" أمين عام مشيخة السجادة البكرية

IMG--WA0002.jpgصورة مع وثيقة نسب للسادة البكرية بقرية البكرية بالبرلس بشمالي دلتا مصر

إن الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، صلّى الله عليه وعلى آله وأنصاره وصحبه ، وبعد: يقول الحق سبحانه في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

فاليوم يوم فرح ، اليوم يوم مرحمة ، يوم صلة وتواصل ، صلة للأرحام ، وتواصل بين بني الأعمام في كل سهل وحَزَن ، بكل أرض يؤذّن فيها بـ لا إله إلا الله ، فقد شاء الله أن ينتشر أحفاد الصديق أبي بكر في كل بلدان الإسلام قاطبة ، جميعهم بفضل الله من أهل الملة الحنيفية المحمدية ، أعزة لا ذل فيهم، يُعز الله بهم الدين مثلما أعز به جدّهم من قبل، فلله الحمد رب العالمين .

قالت العرب "عند الصباح يحمدُ القوم السُرى ، وتنجلي عنهم غيابات الكرى" وقد صدقت العرب في مقولتها تلك، فبعد مسيرة طويلة قطعها بنو الصديق يحملون فيها أحلامهم وآمالهم أن يجتمعوا بعد تفرقهم وتبلبل بعض ألسنتهم، وإختلاف معيشاتهم وأحوالهم ، فشاء الله الرحمن أن يجمع الأرحام ، وشاء مولانا الكريم أن يُكرمنا بتجمعنا هذا عبر هذه التي سخّرها لنا "شبكة الإنترنت العالمية" ليستطيع كل منّا أن يتواصل مع ابن عمه في شرقي الأرض أو غربيها ، فلله الشكر والحمد ، و (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) .

كانت مشيخة السجادة البكرية الصديقية بأرض الكنانة "مصر" طوال قرون خلت : منارة وبيت جامع لآل الصديق رضوان الله عليه، كانت لآل الصديق بمثابة الخلافة للمسلمين ، والحمد لله أنها لا تزال باقية ماثلة للعيان ، بخلافة ورئاسة شيخها فضيلة الشيخ أحمد "شيخ السجادة البكرية" بن الشيخ محمد كوبلاي "شيخ السجادة البكرية" بن السيد أحمد أورخان بن السيدة زكية بنت الشيخ عبد الباقي أفندي البكري "شيخ السجادة وشيخ مشايخ الصوفية ونقيب السادة الأشراف بمصر" بن السيد علي أفندي البكري الصديقي سبط آل الحسن وسبط آل عمر بن الخطاب وسبط بني مخزوم ، الذي استجاب لرغبة قومه أبناء الصديق أن يجتمع شملهم تحت مظلة سجادتهم مرة أخرى بعد تفرّق ، فأصدر قراره بإنشاء أمانة عامة، تتفرع عنها لجنة لتحقيق وتوثيق الأنساب البكرية، ولجنة لأمناء النسب البكري الصديقي تتكون من رجالات وأعيان ومشايخ وعلماء من مختلف قبائل وعشائر وعوائل وأسر وبيوتات آل الصديق، من مصر والمغرب الإسلامي، والسودان والشرق والقرن الأفريقي، وبلاد الشام وبلاد الحرمين واليمن وأنحاء جزيرة العرب، ومن باكستان وفرنسا. في تجمّع هو الأول، والأكبر ، والأوسع إنتشاراً بفضل الله وبرحمته. فكانت تلك أولى خطوات المسيرة.

واليوم نحن مع الخطوة الثانية، إنشاء صرح عالمي جامع ، منبراً إلكترونياً في زمن الفضائيات والإلكترونيات والطائرات، فما كان لنا نحن بنو الصديق أن نتخلف عن ركب الحضارة ! ، فكان هذا الصرح العملاق ، بهي الشكل والرونق ، طيب المضمون والعنصر، الذي انطلق بثلاث لغات: عربية ، إنجليزية ، وأوردية ، وهم أهم ثلاث لغات يتحدث بهم الغالية العظمى من آل أبي بكر الصديق حول العالم ، فبلاد العرب بالعراق والشام والجزيرة ومصر والسودان والشرق والقرن والشمال الأفريقي كله يتحدث قاطنيه من آل الصديق بالعربية ، وبلاد الباكستان وأجزاء من شمالي الهند يتحدثون بالأوردية، وبلاد مثل بنجلاديش ونيبال  تتحدث الإنجليزية وبعض الأوردية ، فأحببنا أن نعطيهم حقهم ... حقهم بأن يكونوا معنا ! ، من حيث هم يكونوا ويتواصلوا  ويتعارفوا، فقد أمرنا الله أن نتعارف ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) .

وكما أن للحق رجال ، فإن للمكرمات والمكارم رجال ، فيقول الشاعر أبو الطيب المتنبي:

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ ... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ.

وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها ... وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ.

فبفضل الله ، ثم بعزم رجال من آل الصديق آثروا أن تُخفي يمينهم ما صنعته عن شمالهم ! ، انطلق هذا الصرح العملاق ، الذي تكلّف الكثير والكثير من الجهد ، والمال ، والوقت ، فلهم جزيل الشكر منّي ، ومن كل رجل من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وندعوا الله أن نحتفل قريباً بمزيد من الإنجازات والأخبار السعيدة ، في كل ما فيه صلة للرحم ، وتعاوُن على الخير  ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .

فاللهم ارزقنا التُقى ، والعفاف والغِنى ، وقنا شر أنفسنا وشر شياطين الإنس والجان ، سبحانك لا إله إلا أنت ، وصّلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

وكل عام والمسلمين وآل الصديق بخير وبركة وعافية ، ونهنّئهم بقدوم شهر رمضان المعظم ، شهر الخيرات والبركات ، فتقبل الله منّا ومنكم البر والطاعات.

والحمد لله رب العالمين .

 

كتبه: أحمد فرغل الدعباسي البكري

الأمين العام لمشيخة السجادة البكرية - رئيس لجنة تحقيق الأنساب

محافظة قنا - صعيد مصر

يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م