سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

مولانا جلال الدين الرومي

مولانا 1.jpg

مولانا جلال الدين الرومي([1]): محمد بن سلطان العلماء بهاء الدين محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن قاسم بن مسيب "وقيل: حبيب" بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي البكري الصديقي الخطيبي البلخى ثم القونوي، مولانا جلال الدين الرومي، المعروف بملا خونكار. الشاعر الصوفي الكبير صاحب المثنوي، وإختصاصه بلقب "مولانا" جاء بعد وفاته وتُنسب له الطريقة المولوية أو ما يُعرف بطريقة الدراويش المولوية، أي الدراويش الراقصين. وُلِد ببلخ في السادس من ربيع الأول سنة 604 هـ / 1207 م، وأمه أخت الملك خوارزم شاه علاء الدين محمد، وقيل بل جدته لأبيه هي أخت الملك خوارزم شاه، فجده "حسين" تزوج ابنة "علاء الدين بن محمد بن خوارزم شاه"، وكذلك كانت أم جده الأعلى "أحمد بن قاسم" أخت السلطان إبراهيم بن أدهم. انتقل مع والده في الرابعة من عمره إلى بغداد سنة 607 هـ، ولم يستقر والده بها فسرعان ما أخذه وانتقل به إلى بلدان عدة منها: دمشق، ومكة المكرمة. إلى أن استقر بقونية بالديار الرومية عام 623 هـ.

رواية أخرى عن عامود نسبه: جلال الدين محمد بن بهاء الدين محمد بن حسين بن أحمد بن محمود بن مودود – أو مورود - بن ثابت بن مسيب بن مطهر – أو مظهر - بن حماد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم.

وذكر مرتضى الزبيدي (المتوفى سنة 1205 هـ) في "تاج العروس" قونية، بالضم وكسر النون وتخفيف الياء، ثم قال: ومنها صاحب الطريقة الإمام جلال الدين الحسني بن محمد البكري صاحب المثنوي المعروف بملا خندكار([2]). قلت: صاحب المثنوي هو مولانا جلال الدين الرومي القونوي، فلعلهما شخص واحد.

كان مولانا جلال الدين رجلاً عالماً بمذهب أبي حنيفة وواسع الفقه، عالماً بالخلاف وبأنواع العلوم، وقد تولى تدريس أربع مدارس بقونية خلفا لوالده الذي توفي سنة 628 هـ، درّس علوم الفقه والحديث والتفسير.

قصده القطب الشيخ قطب الدين الشيرازي شارح المفتاح، وجرى بينهما محاورات. فترك على اثرها التدريس والتصنيف وانقطع عن الدنيا وتصوف وهذا تقريباً كان سنة 642 هـ، وترك أولاده ومدرسته وساح في البلاد، واشتغل بالأشعار، وشعره أدب صوفي كامل، غالبه بالفارسية، وله: "المثنوي"، وهو منظوم فَارسي مشهور فِي الحكم والامثال والحقائق، يبلغ عدد أبياته 25000 بيت تقريباً، وقد بدء في تأليفه سنة 662 هـ واستمر إلى نحو سنة 672 هـ، وكتاب المثنوي أشهر من أن يُذكر، وهو كما قال فيه صاحبه "هو أصول الدين في كشف أسرار الوصول واليقين، وهو فقه الله الأكبر".

ومن تصانيفه أيضاً: "أسرار نامه" في التصوف، و"لب اللباب"، و"فيه ما فيه" ويشتمل على قصص ومواعظ وأمثال، و"المجالس السبعة" يشتمل على مواعظ وخطب ألقاها أثناء إشتغاله بالتدريس، وديوان شعره فارسي، والمعنوي منظوم فَارسي أيضاً، وله: "ديوان شمس تبريز" ويشتمل على غزليات صوفية يبلغ عدد أبياتها 3500 بيت تقريباً، وله: "الرباعيات" وتشتمل على 1659 رباعية، وعدد أبياتها 3318 بيتاً.

يُعدّ جلال الدين الرومي من أكبر شعراء الصوفية، وقد أسس طريقته الصوفية: المولوية. وتُوفى بقونية ودفن بها في تكيته الشهيرة "التكية المولوية" يوم 5 جمادى الآخرة سنة 672 هـ / 1274 م، وبني على قبره ضريح عظيم. وكانت آخر وصاياه لتلاميذه وصيته التى قال فيها: أوصيكم بتقوى الله فى السر والعلانية، وقلة النوم والطعام والكلام، وهجران المعاصى والآثام، ومواظبة الصيام، ودوام القيام، وترك الشهوات على الدوام، واحتمال الجفاء من جميع الأنام، وترك مجالسة السفهاء والعوام، ومصاحبة الصالحين والكرام. فإن خير الناس مَن ينفع الناس، وخير الكلام ما قل ودل.

والرومي أبوه بهاء الدين محمد بن حسين الخطيبي البلخي، ويُعرف باسم "بهاء ولد"، ولقبه "سلطان العلماء"، وله كتاب "المعارف" وهو عبارة عن مواعظ ومجالس ألقاها ونظمها بنفسه ورتبها وشرح فيها حقائق العرفان والدين وتأويلات الآيات، ويبدأ أغلب أبواب الكتاب بعبارة "قلت في نفسي" أو "فكرت مع نفسي"، وكان له تأثير كبير في توجهات الرومي من صباه.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  سلم الوصول إلى طبقات الفحول 3/ 248 ، هدية العارفين 2/ 130 ، الأعلام للزركلي 7/ 30 ، عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان 2/ 128-129 ، تاج التراجم لابن قطلوبغا 1/ 246 ، نهر الذهب في تاريخ حلب 2/ 234 ، روح البيان لأبي الفداء إسماعيل 2/ 448-449 ، مفتاح السعادة ومصباح السيادة 2/ 258-261 ، بيت الصديق صـ 227-228 ، قصة الحضارة لـ ويل ديورانت 13/ 349-350 ، الموسوعة الصوفية صـ 183-186

([2])  تاج العروس 36/ 29

مولانا.jpgمن أمام ضريح مولانا جلال الدين الرومي بقونية بتركيا