سلالة الصديق

صدر الدين النيسابوري^([1]): الشريف الحافظ أبو علي الحسن بن أبي عبد الله محمد بن أبي الفتوح محمد بن أبي سعد محمد بن أبي سعيد محمد بن عمروك وهو عمرو بن أبي سعيد محمد بن عبد الله بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن نصر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، صدر الدين القرشي التيمي البكري النيسابوري الأصل الدمشقي المولد والمنشأ، الصوفي الحافظ، وهو والد "شامية بنت البكري"، وكان جده "عمروك بن محمد" من أهل المدينة المنورة، فدخل لنيسابور وسكنها.

وُلِد صدر الدين بدمشق في الحادي والعشرين من المحرم سنة 574 هـ / 1178 م. سمع بمكة من جده شيخ الشيوخ أبي الفتوح محمد، ومن عمر الميانشي، وبدمشق من ابن طبرزد، وبنيسابور من المؤيد الطوسي والقاسم بن الصفار، وبهراة من أبي روح، وبمرو من أبي المظفر بن السمعاني، وبأصبهان من أبي الفرج بن الجنيد، وببغداد من عبد العزيز بن الأخضر، وبإربل من عبد اللطيف بن أبي النجيب السهروردي، وبالموصل وحلب والقدس والقاهرة وبلاد متعددة من خلق كثير، وحصل كثيراً من الكتب، وخرّج تخاريج عدة، وله تصانيف ومجاميع، وشرع في تأليف "ذيل على تاريخ ابن عساكر"، وكانت عنده رياسة وفضيلة تامة.

وُلّي حسبة دمشق، وسيّره الملك المعظم عيسى بن الملك العادل إلى الشرق برسالة إلى السلطان جلال الدين خوارزم شاه ملك العجم، ولما عاد البكري ولّاه الملك المعظم مشيخة الشيوخ مضافاً إلى الحسبة، وقد أصابه الفالج قبل موته بعامين، حيث كانت وفاته في ليلة الإثنين حادي عشر ذي الحجة سنة 656 هـ / 1258 م بالقاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم.