سلالة الصديق

فخر الدين الرازي^([1]): العلّامة أبو عبد الله فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي، المكي الأصل، وقيل الطبري الأصل، الرازي المولد، الطبرستاني، نزيل هراة، القرشي البكري الشافعي الملقب بابن خطيب الٍري، وهو غير الطبيب الشهير أبو بكر الرازي الفارسي (المتوفى سنة 311 هـ).

وُلِد الشيخ فخر الدين الرازي البكري القرشي بالري سنة 544 هـ / 1150 م، وقيل بل سنة 543 هـ. أصله من طبرستان، ومولده في الري وإليها يُنسب، رحل إلى خوارزم وما وراء النهر وخراسان، وتوفي في هراة يوم الإثنين يوم عيد الفطر سنة 606 هـ / 1210 م.

هو الإمام المفسر، أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل. دَرَس العلوم الدينية والعلوم العقلية، فتعمق في المنطق والفلسفة، وبرز في علم الكلام، وله في هذا كله الكتب والشروح والتعليقات، اشتغل على والده الإِمام ضياء الدّين عمر، وكان من تلامذة محيي السنة الشيخ أبي محمد البغوي، وكان خُوارزم شاه يأتي إليه، وقد أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها. وكان حادَّ الذّهن، كثير البراعة، عالماً بالطب، عارفاً بالأدب، ذو دراية كبيرة بالأنساب، له شعر بالفارسية والعربية، وكان واعظاً بارعاً باللغتين.

وله تصانيف، منها: "مفاتيح الغيب" في تفسير القرآن الكريم، ولوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات، ومعالم أصول الدين، ومحصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين، والمسائل الخمسون في أصول الكلام، والآيات البينات، وعصمة الأنبياء، والإعراب، و"أسرار التنزيل" في التوحيد، والمباحث المشرقية، وأنموذج العلوم، و"أساس التقديس" رسالة في التوحيد، و"المطالب العالية" في علم الكلام، والمحصول في علم الأصول، و"نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز" بلاغة، والسر المكتوم في مخاطبة النجوم، والأربعون في أصول الدين، ونهاية العقول في دراية الأصول، والقضاء والقدر، والخلق والبعث، والفراسة، والبيان والبرهان، وتهذيب الدلائل، و"الملخص" في الحكمة، والنفس، والنبوات، وكتاب أسماء الله الحسنى، و"تعجيز الفلاسفة"  بالفارسية، وله "الشجرة المباركة في أنساب الطالبية" في الأنساب، وغير ذلك.