شهاب الدين أبو حفص السهروردي
شهاب الدين أبو حفص السهروردي([1]): الشيخ الفقيه المتصوف الإمام العارف الواعظ شيخ الإسلام أبو حفص وأبو نصر وأبو عبد الله وأبو القاسم، شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بعمويه بن سعد بن الحسن بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق البكري الصديقي، السهروردي المولد، البغدادي الدار، الشافعي، شيخ شيوخ العارفين بالعراق في زمانه، وشيخ الصوفية ببغداد وهو صاحب "عوارف المعارف". وهو غير: "شهاب الدين السهروردي المقتول" واسمه: أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك المتوفى سنة 587 هـ.
وُلِد شهاب الدين أبو حفص السهروردي البكري بسهرورد – وقيل: شهرزور – من بلاد زنجان في آخر شهر رجب - أو أوائل شعبان - سنة 539 هـ / 1145 م، فلما كان عمره ستة أشهر قُتل والده فنشأ في حجر عمه أبي النجيب، فأخذ عنه التصوف والوعظ وعلم الحديث والفقه.
كان شهاب الدين من كبار الصالحين وسادات المسلمين، وكان شيخاً ورعاً فقيهاً عالماً واعظاً مصنّفاً كثير الإجتهاد في العبادة، قرأ الفقه والأدب وصار شيخ الشيوخ ببغداد، ووُلّي عدة ربط للصوفية، وتخرج عليه خلق كثير من الصوفية في المجاهدة والخلوة، ونفذ من الديوان رسولاً إلى ملوك البلدان وإلى جهات عدة.
قدم بغداد وهو شاب صغير، وصحب عمه أبا النجيب عبد القاهر السهروردي وأخذ عنه، وعن الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي صلاح الجيلي، وسمع الحديث من أبي زرعة المقدسي وغيره، وأخذ عن الشيخ أبا محمد بن عبدون بالبصرة، ورآى غيره من الشيوخ، حجّ كثيراً وجاور أحياناً. روى عنه: الضياء المقدسي، وابن نقطة، والزكي البرزالي، والعز الفاروقي، والشهاب الأبرقوهي، والظهير الريحاني، والشرف ابن النابلسي وآخرين، وتوفي ببغداد يوم الأربعاء في مستهل شهر المحرم سنة 632 هـ / 1234 م، وقيل بل في آخر يوم من سنة 631هـ، وقيل بل سنة:630 هـ، والأولى أصح وأشهر، ودفن من الغد بالوردية، وكان عمره حين مات ثلاث وتسعون سنة، وكفّ بصره قبل موته، وكانت له أمواله فأنفقها كلها صدقة، فلما مات لم يترك كفناً، وكانت جنازته عظيمة.
قيل لمّا حج شهاب الدين السهروردي في سنة 628 هـ وكانت وقفة الجمعة، حج معه خلق كثير من أهل العراق، فلمّا رأى كثرة ازدحام الناس عليه في الطواف بالبيت والوقوف بعرفة واقتدائهم بأقواله وأفعاله فقال في سرّه: هل أنا عند الله كما يظن هؤلاء القوم فيّ، ويا ترى هل ذُكرت في حضرة الحبيب في هذا اليوم؟ فظهر له الشيخ شرف الدين ابن الفارض، وقال له يا سهروردي:
لك البِشارة فاخلع ما عليك فقد |
|
ذُكرت ثم على ما فيك من عِوَج |
فصرخ الشيخ السهروردي، وخلع كل ما كان عليه، وطلب ابن الفارض لم يجده، فقال الشيخ السهروردي: هذا إخبار من كان في الحَضرَة. ثم اجتمعا بعد ذلك في الحرم الشريف وأعتنقا وتحدثّا سرّاً زماناً طويلاً.
وحكى بعض من حضر مجلس السهروردي أنه أنشد يوماً وهو على الكرسي:
لا تسقني وحدي فما عوَّدتني |
|
أني أشحُّ بها على جُلّاسي |
وَمن شعره:
تصرمت وَحْشَة اللَّيَالِي |
|
وَأَقْبَلت دولة الْوِصَال |
المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.
تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م
([1]) المقفى الكبير 8/ 711-714 ، البداية والنهاية ط إحياء التراث 13/ 162 ، تاريخ ابن الوردي 2/ 158 ، تاريخ الإسلام ت بشار 14/ 78 ، تاريخ اربل 2/ 150، تاريخ بغداد وذيوله 15/ 287 ، وفيات الاعيان 3/ 446 ، طبقات الحفاظ للذهبي 4/ 166 ، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 6/ 283-285 ، نزهة الأنام في تاريخ الإسلام صـ (60-62 ، 66-67) ، سلم الوصول إلى طبقات الفحول 2/ 422 ، الأنساب للسمعاني 7/ 307 ، التكملة لوفيات النقلة 3/ 380-381 ، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار 8/ 224 ، العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك 1/ 467-468 ، طبقات الشافعيين 1/ 835-836 ، درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة 2/ 306-311 ، الأعلام للزركلي 5/ 62 ، الموسوعة الصوفية صـ 213-215