أمين النسب البكري بمصر يكتب: (بين النسب والعمل)

atka.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم
بين النسب و العمل


الحمد لله الذي خلق الخلق و أبدعه ، و جعل الخير بيده أجمعه ، و خلق آدم من تراب و خلق قلبه و بصره و أسمَعَه ، و جعل منه النسل و أوسعه ، فاصطفى من بني آدم قريشاً . فقد روى مسلم : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا  وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ  وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ".
فما أعظمها منزلة منَّ الله بها علينا نحن أبناء إبى بكر الصديق (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) ؛ و لو أطلقت لقلمي العنان مادحاً أبا بكر و نسله لأطلت حتى بلغت المجلدات و الموسوعات ، و لكنّي آثرت أن أتحدث عن ( العمل و النسب ).
إن النسب و شرفه لشيئ عظيم يؤتيه الله من عباده من يشاء ، و لكن ينبغي على الحاذق اللبيب أن يعي أن الله آتاه ذلك فضلاً منه ومنَّة؛ لا ليتفاخر به ، بل ليتعارف به فيَعرِف و يُعرَف (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) و المعيار الحقيقى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فمن آتاه الله نسباً شريفاً كنسبنا نحن بني الصدّيق ينبغي أن نعرف أنه عبء كبير و مسئولية بالغة ، إذ ينبغى علينا أن نقتدي بجدّنا و سيرته و منهجه و عبادته لنكون أهلاً للانتساب إليه . فقد روى مسلم ( ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فإن اقتدينا و اجتهدنا بقي لنا أن نرجوا شفاعة جدنا لنلحق بمنزلته ، مصداقاً لقوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).

فأحذركم و نفسي عن التفاخر بمجرد النسب الشريف ، فالموقف يوم القيامة يخيف ، يصعب عن التوصيف ، فمن كان ميزان حسناته خفيف ؛ و لم يقم بالتكاليف ؛ و لم ينهه تحذير وتعنيف ؛ فمأواه نار ذات خطاطيف ؛ و لهيب غني عن التعريف . أما من أثقل بالحسنات ميزانه ؛ ملأ القلب إيمانه ؛ و حفظ عن الذلّات جوارحه و جنانه ؛ فلا شك أن الجنة مكانه ؛ و المتقين إخوانه ؛ فيأتى جدّه الصديق شفيعاً ، ليلحقه منزله الرفيعَ ، فنبيت فى الفردوس جميعاً إن شاء الله تعالى.
و صلى الله تعالى و سلم على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين.


كتبه الفقير لربه المطاع / أحمد محمود محمد عبد النعيم سليم على أحمد كراع المطعنى البكرى الصديقى.

أمين النسب البكرى بجمهورية مصر العربية

يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م