سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

موضي بنت عبد العزيز العتيقي

موضي بنت عبد العزيز العتيقي([1]): الأستاذة موضي بنت الشيخ عبد العزيز بن محمد العتيقي، ولدت في 14 من شهر المحرم عام 1353 هـ / 29 أبريل عام 1934 م في مدينة المجمعة بإقليم سدير ببلاد نجد بالمملكة العربية السعودية، حيث كانت تعيش أسرتها منذ عدة أجيال. ولكن ما لبثت أن انتقلت إلى الكويت مع أسرتها حيث انتقل والدها الشيخ عبد العزيز العتيقي لينضم إلى أسرته الكبيرة التي هاجر معظمها إلى الكويت.

تلقّت الأستاذة موضي تعليمها الأولي في المدارس النظامية التي بدأت تنتشر في الكويت تلك الأثناء. ما أن أتمت مراحل التعليم الإبتدائي والمتوسط الذي كان نهاية المطاف في ذلك الوقت حتى بدأت في ممارسة التعليم، حيث كانت المعلمات الكويتيات عملة نادرة في وقتها. فكانت الأستاذة موضي العتيقي أول أستاذة كويتية تمارس مهنة التعليم في القرى خارج مدينة الكويت. وكان ذلك ابتداءً من سنة 1371 هـ / 1952 م، وحتى سنة 1384 هـ / 1964 م، في مدرسة الفحيحيل المشتركة للبنات. ثم ترقّت إلى وكيلة في مدرسة أم أيمن في قرية أبو حليفة سنة 1964 م، ثم ترقّت إلى ناظرة في مدرسة أم عمارة في مدينة الأحمدي من 1385 هـ / 1965 م وحتى 1400 هـ / 1980 م. وفي تلك الأثناء كانت تتوق إلى الإستزادة من العلم بعد أن توفرت المدارس الثانوية والجامعات. وكانت تحتاج في ذلك الوقت إلى إتمام الدراسة الثانوية حتى تتجه إلى الجامعة، فأكملت دراستها الثانوية في نصف المدة المحددة من منزلها واتجهت إلى دراسة الشريعة في جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وحصلت على الإجازة الجامعية في الشريعة سنة 1405 هـ / 1985 م، ثم مارست التدريس في المعهد الديني مدة سنة، وما لبثت أن عادت للدراسة وحصلت على دبلوم عالي في الشريعة من جامعة الأزهر، ثم عادت إلى ممارسة تدريس العلوم الشرعية في المعهد الديني للبنات من 1412 هـ / 1991 م وحتى 1416 هـ / 1995 م.

وتتحلى الأستاذة موضي العتيقي على وجه الخصوص بالشجاعة الفائقة، حيث كانت أثناء العدوان في خارج الكويت تمارس العمل التطوعي الخيري، ولكنها لم تقنع بذلك فدخلت إلى الكويت عن طريق البر لتنضم إلى أسرتها الصامدة داخل الكويت، وبقيت كذلك حتى بعد التحرير.

وأعطت الأستاذة موضي العتيقي لبنات جيلها مثالاً للكفاح وطلب العلم في جميع مراحل العمر، والريادة في المهمات الصعبة، فهي أول امرأة كويتية تحوز على الإجازة الجامعية في الشريعة من جامعة الأزهر الشريف وكان عمرها آنذاك واحد وخمسون سنة. فعادت بذلك إلى الصدارة العلمية بعد أن ربّت جيلاً كاملاً من البنات على مدى ثلاثين سنة، وأعادت إلى الأذهان ذكرى والدها الذي مارس التعليم مدى حياته. ولها من المؤلفات: رسالة مخطوطة بعنوان "الشيعة الإثنى عشرية وأثرها في الفقه الإسلامي".

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  علماء آل عتيقي في ثلاثة قرون للدكتور عماد بن محمد العتيقي: العدد 4 -  السنة 25 – 1420 هـ