سلالة الصديق

عبد الرحمن الفقيه بن القاسم الفقيه^([1]): الفقيه عبد الرحمن بن الفقيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أبو محمد القرشي التيمي المدني، أمه: قريبة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، كان من سادات أهل المدينة فقهاً وعلماً وفضلاً وحفظاً وإتقاناً، وهو من شيوخ: "نافع" أحد القرّاء السبعة الأعلام، روى عنه مالك بن أنس. وقد وُلِد عبد الرحمن بن القاسم في حياة أم المؤمنين عائشة.

قال عنه "يحيى بن الإمام مالك بن أنس": إن أحداً لم يخلف أباه في مجلسه إلا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وكان أفضل أهل زمانه، وكان أبوه أفضل أهل زمانه. وقال البخاري في المناسك، من صحيحه: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، وكان أفضل أهل زمانه، أنه سمع أباه، وكان أفضل أهل زمانه، يقول: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: "طببت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي هاتين". واتفق الناس على جلالته وإمامته وثقته وورعه وكثرة علمه.

ومما يروى عنه: أنه كان يعين أباه: القاسم، في خصومةٍ على ابن أبي عتيق، وكانت أمه وهي ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق تقول له: تعين أباك على خالك؟ والله لتضطجعن حتى أطأ رقبتك! فيضطجع لها، فتطأ على رقبته، فيقول لها القاسم: يا أم عبد الرحمن، من شاء أن يعقه ولده عقه.

له من الأبناء: إسماعيل وأسماء وأمهم: حبّانة بنت عبد الرحمن وهي أنصارية من الأوس، وعبد الله بن عبد الرحمن: وقد وُلّي قضاء المدينة المنورة، وأمه: عاتكة بنت صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وتُوفي عبد الرحمن بأرض "الفدين" بالشام سنة 126 هـ / 744 م حين مقدمه على الوليد بن يزيد بن عبد الملك الأموي، حيث مرض هناك ثم تُوفي، وتقع "الفدين" حالياً بمحافظة "المفرق" في دولة الأردن. وكان نقش خاتمه عليه اسمه واسم ابيه. وقيل: أنه مات بعدها في ولاية مروان بن محمد الأموي المقتول عام 131 هـ، والأول أرجح.