سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

محمد توفيق البكري شيخ السجادة

محمد توفيق البكري.jpg

أبو النجم محمد بن علي أفندي "نقيب الأشراف وشيخ المشايخ" بن محمد أفندي "نقيب الأشراف وشيخ المشايخ" بن محمد أبي السعود بن محمد جلال الدين بن السيد محمد أبي المكارم "شيخ الإسلام" بن عبد المنعم بن محمد بن أبي المواهب بن محمد أبي المواهب زين العابدين "شيخ الإسلام" بن محمد "شيخ الإسلام الشهير بإبن أبي السرور" بن محمد أبي السرور زين العابدين "مفتي السلطنة وشيخ الإسلام" بن القطب الرباني أبي المكارم محمد شمس الدين أبي بكر "أبيض الوجه" بن أبي الحسن محمد تاج العارفين "المفسر" بن جلال الدين محمد أبي البقاء بن عبد الرحمن جلال الدين "شيخ الإسلام" بن أحمد زين الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد بن محمد بن الشيخ عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى "شيخ الإسلام" بن الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب "شيخ الإسلام" بن الإمام نجم الدين محمد "شيخ الإسلام" بن عيسى أبي الروح بن شعبان بن عيسى بن داوود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو المُلقّب بتوفيق القرشي التيمي البكري الصديقي، الهاشمي العمري، سبط آل الحسن، ونقيب الأشراف بمصر، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، وشيخ السجادة البكرية. وهو نابغة الإسلام، والمشار إليه بالبنان، كما قيل:

هو السيد البكري من آل هاشم
إذا قيل أي الناس أشرف محتداً

 

له الشرف العالي على كل سيد
أشير إليه باللسان واليد

وُلِد توفيق البكري بقصر والده المطل على النيل بجزيرة الروضة في يوم الجمعه السابع والعشرين من جمادي الآخرة عام 1287هـ/1870م. قرأ القرآن، وتعلم مبادئ اللغة العربية في بيته، ثم دخل المدرسة العلية التي أنشأها الخديوي توفيق لأنجاله، وكان يلتحق بها أبناء السادة والعظماء من المصريين. وفي سنة 1893 م توفي أخوه السيد عبد الباقي البكري بعد وفاة خديوي مصر توفيق بإثني عشر يوماً، فولاه الخديوي عباس الثاني وظائف بيتهم جميعاً: المشيخة البكرية، ومشيخة المشايخ الصوفية، ونقابة الأشراف. وتزوج من السيدة حفيظة بنت السيد عبد الخالق السادات شيخ بيت السادات الوفائية، وليس لتوفيق البكري ذرية، فيُقال أنه كان عقيماً لا يُنجب.

عُيّن في شوال 1309 هـ الموافق مايو 1893 م عضواً دائماً في مجلس شورى القوانين وفي الجمعية العمومية، وأنعم عليه بكسوة التشريفة من الدرجة الأولى وبالنيشان المجيدي الثاني. وتولى في هذه السنة مشيخة المشايخ ونقابة الأشراف مكان أخيه السيد عبد الباقي. وفي أواخر تلك السنة رحل إلى أوروبا فقابل كثيراً من وزرائها وعلمائها وأدبائها ثم قصد القسطنطينية فأكرمه السلطان عبد الحميد واحتفى به وقابله مراراً، وقلده بيده "النيشان" العثماني الأول، ولقد أعطاه السلطان لقب (صاحب السماحة) فأصبح العالم الوحيد الذي يحمل هذا اللقب في مصر قاطبة، ومنحه رتبة الوزارة العلمية، وهي قضاء عسكر الأناضول.

وقد حدثت بين البكري وبين الخديوي عباس جفوة، تحدّث عن أسبابها السيد "ماهر حسن فهمي" في كتابه المتعلق بسيرة السيد محمد توفيق البكري، فقال: (تروي أسرة البكري وعلى رأسها السيد حسن البكري، والسيد سيف الدين البكري، والسيد أحمد مراد البكري الذي كان أخر شيخ للطرق الصوفية من أسرة البكري، بأن السبب يرجع إلى يوم الإحتفال بالمحمل الشريف، وجرت العادة أن يذهب الخديوي إلى بيت البكري في ذلك اليوم، فلما ذهب لم يجده بإنتظاره. ثم حضر البكري متأخراً فرماه الخديوي أمام الحاضرين بسوء الأدب، فرد عليه البكري رداً قاسياً كان منه قوله "من جدي ومن جدك؟"، فتوعده الخديوي وخرج غاضباً. يقول العقاد: "وكانت آخر كلمة وجهها السيد توفيق البكري إلى الخديوي عباس: لست أنا القليل الأدب، أنا وزير مثلك، وآبائي وأجدادي لهم الفضل على آبائك وأجدادك") اهـ.

وفي 25 من رجب سنة 1312 هـ / 1895 م طلب أن يُعفى من نقابة الأشراف، فأجابه عباس إلى طلبه. وفي سنة 1320 هـ/ 1903 م أعاد له الخديوي عباس نقابة الأشراف. ومكث مدة يتولى هذا المنصب حتى مرض. فإستعصى مرضه على العلاج. وبعد سنوات ثلاث قضاها في آلام حتى لا يكاد يرشد، نقل إلى مصحة العصفورية بلبنان سنة 1912 م، وظل هناك حتى سنة 1928 م، ثم نقل إلى مصر لم يزايله المرض، وعاش ما بقي من حياته حتى توفي يوم السبت 13 من أغسطس سنة 1932م، الموافق لشهر ربيع الآخر سنة 1351 هـ. وللسيد محمد توفيق البكري كثير من المؤلفات، منها: صهاريج اللؤلؤ، وأراجيز العرب، وفحول البلاغة، وبيت الصديق، وبيت السادات الوفائية. ومن شعر السيد توفيق البكري أبيات يرثي فيها جدته، حيث قال:

ألا لا أرى الأحداث مدحًا ولا ذماً
أحن إلى الكأس التي شربت بها
وإن لم تكوني بنت أكرم والد

 

فما بطشها جهلًا ولا كفها حلماً
وأهوى لمتواها التراب وما ضما
فإن إباك الضخم كونك لي أما

وقال لمّا وقف على قبور آل الصديق وتذكر أمجادهم:

أيَقطُر هذا الدمع كالشمع أو أحمى
وتخشع نفسي كلما شِمْت باللوى
وقرن بأكناف البِطاح كأنها
وإما تراءت هِيلت النفس عندها
أهيل على مثل العوالي ترابها
إذا ما تَبدّى الدَّجْن يحبو كأنما
ويَضحك في خيطانه البرق مَوْهنا
فحيّا الْحَيَا تلك القبور فطالما
 

 

ويُصبح هذا الهم كالسهم أو أصمى
قبور بني الصديق إذ رُفِعَت ثَمَّا
يَلَملم أو ثَهْلان أو جبلا سَلْمَى
قشعريرة للهيب أو وَجْمَت وجما
ووارت لدى إطباقها الدين والعلما
تعلّق لجُّ البحر أردانه السُّحْمَا
كما ضَحِك الباكي إذا أكْبَرَ الهَمّا
سقى أهْلُهَا الظّمآنَ من فضلهم نُعْمَى
 

ومن بديع شعره ما قاله عن ظلم الملوك للرعية، وهيبة الناس للملوك وخشيتهم إياهم، مع أنهم هم الذين ملكوهم:

الناس يخشون من جاه المليك وما
كصانع صنماً يوماً على يده

 

لديه لولاهم في ملكه جاه
وبعد ذلك يرجوه ويخشاه

 

 

2محمد توفيق البكري.jpg

إعداد: أحمد فرغل الدعباسي البكري


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م