سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

أحمد مراد البكري شيخ السجادة

الشيخ أحمد مراد بن عبد الحميد أفندي "نقيب الأشراف وشيخ المشايخ" بن عبد الباقي أفندي "نقيب الأشراف وشيخ المشايخ" بن علي أفندي "نقيب الأشراف وشيخ المشايخ" بن محمد أفندي "نقيب الأشراف وشيخ المشايخ" بن محمد أبي السعود بن محمد جلال الدين بن السيد محمد أبي المكارم "شيخ الإسلام" بن عبد المنعم بن محمد بن أبي المواهب بن محمد أبي المواهب زين العابدين "شيخ الإسلام" بن محمد "شيخ الإسلام الشهير بإبن أبي السرور" بن محمد أبي السرور زين العابدين "مفتي السلطنة وشيخ الإسلام" بن القطب الرباني أبي المكارم محمد شمس الدين أبي بكر "أبيض الوجه" بن أبي الحسن محمد تاج العارفين "المفسر" بن جلال الدين محمد أبي البقاء بن عبد الرحمن جلال الدين "شيخ الإسلام" بن أحمد زين الدين بن محمد ناصر الدين بن أحمد بن محمد بن الشيخ عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى "شيخ الإسلام" بن الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب "شيخ الإسلام" بن الإمام نجم الدين محمد "شيخ الإسلام" بن عيسى أبي الروح بن شعبان بن عيسى بن داوود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - القرشي التيمي البكري الصديقي، الهاشمي العمري، سبط آل الحسن، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وشيخ السجادة البكرية.

كان والده السيد عبد الحميد (المتوفى سنة 1368 هـ / 1948 م) بن عبد الباقي البكري آخر نقيب للأشراف من الأسرة البكرية في مصر ، فقبيل وفاته نُزع هذا المنصب من أسرته، فقد وُلي من تلك الأسرة إثني عشر نقيباً لنقابة السادة الأشراف بمصر، وعدد لا يحصى ولي منهم مشيخة مشايخ الصوفية، بل إن السيد عبد الحميد البكري أسندت إليه خلافة مشيخة السجادة الوفائية  "أصهاره"، فقد كان متزوجاً من ابنة شيخها الشيخ عبد الخالق السادات الوفائي الإدريسي الحسني، وأنجب منها ولده "محمد وفا" الذي سُميّ بإسم أخواله، ويبدو أن السيد محمد وفا كان الأخر الأصغر "غير الشقيق" للسيد أحمد مراد البكري.

لا تُسعفنا المصادر بالكثير عن سيرة هذا الرجل سليل أسرة المجد والشرف، ولكن من خلال ما أمكننا جمعه من سيرته وأخباره نكاد نعرف مدى الصعوبات التي واجهته، خاصة بعد نزع   منصب نقابة السادة الأشراف من الأسرة البكرية، ولم يبق بأيديهم سوى مشيخة سجادتهم البكرية، ورئاسة مشيخة الطرق الصوفية والتي لم تلبث أن نزعت أيضاً منهم بعد ذلك.

فطبقاً لوثيقة استخرجها الباحث - كاتب هذه السطور - من سجلات مشيخة السجادة البكرية المحفوظة بدار الوثائق القومية المصرية يظهر فيها أن السيد أحمد مراد البكري ولي منصب شيخ مشايخ الطرق الصوفية وشيخ السجادة البكرية يوم 24 أغسطس سنة 1940 م الموافق 21 رجب سنة 1359 هـ، وذلك قبل وفاة والده السيد عبد الحميد البكري بثماني سنوات.

صورة للوثيقة المستخرجة من سجلات مشيخة السجادة البكرية بدار الوثائق القومية المصرية

أحمد مراد البكري.jpg

وقد واكبت ولاية السيد مراد البكري أحداث سياسية جسيمة ، منها الحرب العالمية الثانية التي بدأت سنة 1938 م وانتهت سنة 1945 م، ومنها نشوب حرب فلسطين سنة 1948 م وكانت تعاني مصر فيها ما تعانيه دول أستغلت خيراتها وديارها طوال سنوات الحرب العالمية، ولم تلبث قليلاً حتى جائت ثورة سنة 1952 م ، التي قضت على نفوذ الأسر الثرية والإقطاعية في مصر، وكانت من بينهم أسرة السيد أحمد مراد البكري، التي كانت من أقرب الأسر إلى السلطة الحاكمة في مصر وقتذاك، فحدث لهم ما يشبه العزل السياسي، مع نزع أملاكهم، ومنه نزع قصر (سراي الخرنفش)، الذي كان من أعظم القصور في مصر قاطبة، وكان مقراً لنقابة الأشراف ولمشيخة الطرق الصوفية ولمشيخة السجادة البكرية، ومنه كانت تخرج مواكب الحج كل عام.

صورة يظهر فيها السيد أحمد مراد البكري عن يمين الملك فاروق ملك مصر والسودان سنة 1942 م

مراد البكري.jpg

ورغم كل تلك الصعوبات إلا أن الشيخ مراد البكري لم يستسلم، بل واصل المسيرة، وكان له نشاط ملموس ومشهور، داخل مصر وخارجها، ففي خارج مصر نجد أنه عَمل على زيارة بني عمومته من قبيلة السادة البكرية بالسودان، وقام بتسجيل أنسابهم بمشيخة السجادة البكرية، وقد حَدّثني "الشيخ طه علي المهل" شيخ قبيلة المشايخة البكرية بالسودان أن ذكرى زيارة الشيخ مراد البكري لا تزال تتداولها ألسنة البكريين هناك، خاصة أسرة الشيخ طه المهل إذ نزل الشيخ مراد البكري ضيفاً عليهم، بل إن المنزل الذي نزل به الشيخ مراد البكري لا يزال قائماً معروفاً يُحافظ عليه أبناء السادة البكرية بالسودان، تخليداً لتلك الزيارة والصلة الطيبة.

وفي داخل مصر نَشِط بالمجال الصوفي البكري، في زمن كاد التصوف فيه أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ففي عهد الدولة الناصرية انتشرت الشيوعية "بنمطها المقارب للإلحاد" في مصر بشكل كبير، مع ما لها من عداء ظاهر مع مظاهر وشعائر الإسلام.

ويظهر في سند مشايخ السجادة البكرية أن الشيخ أحمد مراد أجاز أحد أقاربه بسند الطريقة البكرية، وهو الشيخ محمد كوبلاي بن أحمد أورخان بن زكية بنت عبد الباقي البكري، فوالده "أحمد أورخان" هو ابن عمة الشيخ أحمد مراد البكري. وقد كان لهذا الأمر آثره الحَسَن في حفظ تراث هذا البيت المتمثل في سجادة أجدادهم، إذ توفي الشيخ أحمد مراد البكري فجأة غريقاً بالإسكندرية سنة 1388 هـ / 1968 م، فأسند أمر خلافة السجادة لأخيه غير الشقيق "محمد وفا" بن عبد الحميد البكري، حيث لم يكن للشيخ أحمد مراد إلا بنت واحدة اسمها "هدى"، ثم بعد ذلك تولّى خلافة السجادة الشيخ محمد كوبلاي، وذلك طبقاً لما أخبر به أحد الإخوة المهتمين بشأن الأسرة البكرية.

أما الشيخ محمد كوبلاي البكري، فقد عمل على حَمل الأمانة التي أُنيطت به على خير وجه، حتى توفاه الله سنة 1425 هـ / 2005 م، وخَلَفَه في المنصب نجله الشيخ أحمد بن محمد كوبلاي البكري (الشيخ الحالي للسجادة).

 

إعداد: أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي البكري

أمين عام مشيخة السجادة البكرية - رئيس لجنة تحقيق الأنساب


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م