سلالة الصديق

historybio.jpg

 سيَر ، وتراجم الأعلام من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق – رضي الله عنه ، الرجال والنساء والأسباط ، على مر الزمان ، وعلى إمتداد العمران والبلدان .

مرتبة تنازلياً حسب عام الوفاة ، وهو قسم متجدد بإستمرار إن شاء الله تعالى. 

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق([1]): القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق القرشي التيمي البكري رضي الله عنهم، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن. قال ابن سعد: أمه أم ولد يُقال لها: سودة. وُلِد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان القاسم بن محمد من خيار التابعين وفقهائهم وثقاتهم، وكان إماماً ورعاً كثير الحديث، نشأ في حجر عمته عائشة رضي الله عنها فسمع منها وهو أعلم الناس بحديثها، وقيل أنه: كان أفضل أهل زمانه، وهو أحد فقهاء المدينة المنورة السبعة. وكان القاسم أشبه آل أبي بكر الصديق بأبي بكر، فعن محمد بن خالد بن الزبير قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فاستأذن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فقال عبد الله بن الزبير: أو ليس عهده بي قريباً؟ قال: فقال القاسم إني أردت أن أكلمه بحاجة لي، فقال ائذن له، فلما دخل عليه قال له ابن الزبير: مهيم، قال: مات فلان وكنا نقول أنه مولى عائشة، فقال: لا ليس مولى لكم، هو مولى بني جندع، فولى القاسم، فلما ولى نظر إليه عبد الله بن الزبير وقال: ما رأيت أبا بكر ولد ولداً أشبه به من هذا الفتى.

 

قال عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق للقاسم يوماً: يا ابن قاتل عثمان، فقال له سعيد بن المسيب: أتقول هذا؟ فوالله إن القاسم لخيركم، وإن أباه محمداً لخيركم، فهو خيركم وابن خيركم. وقال في حقه عمر بن عبد العزيز رحمه الله: لو كان لي أن أعهد لعهدت إلى أحد رجلين: أعيمش من بني تيم (يعني القاسم الفقيه)، أو صاحب الأعوص (يعني إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية).

رَوى القاسم عن: ابن عمر، وابن عباس، وأبى هريرة، ومعاوية، وعائشة، وآخرين من الصحابة رضي الله عنهم. روى عنه جماعات من التابعين، منهم نافع مولى ابن عمر، وابن أبى مليكة، والزهرى، وآخرون، وأجمعوا على جلالته، وتوثيقه، وإمامته.

توفى في "قديد" - حاجاً أو معتمراً - ودفن بالمشلل، وبينهما ثلاثة أميال، وهما بين مكة والمدينة. وكانت وفاته سنة 106 هـ، وقيل: 107 هـ، وقيل: 108 هـ، وقيل: 112 هـ. وتوفي وهو ابن سبعين أو اثنتين وسبعين سنة، وقد ذهب بصره. ورُوي أنه لما حضرته الوفاة قال: (أنت ربى وحسبى وسيدي). وقال: كفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها، قميصي وإزاري وردائي، هكذا كفن أبو بكر، والحي أحوج إلى الجديد. ومن أقواله: إن من إكرام الرجل نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به.

 

المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري.


تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م


([1])  تهذيب الأسماء واللغات 2/ 55 ، الثقات لإبن حبان 5/ 302 ، رجال صحيح مسلم 2/ 140 ، وفيات الأعيان 4/ 59 ، تاريخ دمشق لابن عساكر 49/ 164-166 ، مختصر تاريخ دمشق 21/ 45 ، صفة الصفوة 1/ 351-352 ، سير أعلام النبلاء ط الرسالة 5/ 53، جمهرة نسب قريش وأخبارها 2/ 612 ، التبيين في أنساب القرشيين 1/ 279 ، تسمية من روي عنه من أولاد العشرة 1/ 79  ، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 2/ 377 ، طبقات الحفاظ للسيوطي 1/ 44 ، الأعلام للزركلي 5/ 181 ، تاريخ الاسلام ت بشار 3/ 138 ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال 23/ 430 ، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان صـ 155