سلالة الصديق

أبو قحافة والد الصديق^([1]):  أبو قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو السيال بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. وأم أبا قحافة: قيلة بنت أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي من قريش، ثم من بني عدي عشيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وُلِد أبا قحافة بمكة المكرمة سنة 83 قبل الهجرة / 542 م، ونشأ سيداً من سادات قريش في الجاهلية. ثم أسلم يوم فتح مكة.

وكان أبو قحافة في الجاهلية يعاون ابن عمه "عبد الله بن جدعان" في دعوة الضيوف لمائدته العامرة الشهيرة، وقد روى ابن هشام بن الكلبي، أنه كان لعبد الله بن جدعان مناديان، ينادي أحدهما بأسفل مكة والآخر بأعلاها، وكان أحدهما سفيان بن عبد الأسد، والآخر أبا قحافة، وكان أحدهما ينادي ألا من أراد اللحم والشحم فليأت دار ابن جدعان، وينادي الآخر إن من أراد الفالوذج فليأت دار ابن جدعان، وابن جدعان هو أول من أطعم الفالوذج بمكة. ذكر هذا الفاكهي في أخبار مكة. قلت: وكان كذلك يفعل سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، فكان يأمر أصحابه بإصلاح الطعام، ويضعه بين أوعية اللبن، ويأمر بعضهم فينادي: "ألا إن إبراهيم قد حلب فهلموا"، فيأتون من كل وجه، فيطعمون، ويشربون، ويحملون ما بقي إلى بيوتهم.

وقد أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة، وروي أنه قد أُتي به عام الفتح ليبايع ورأسه ولحيته كأنها ثغامة - أي شجرة - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "غيروا هذا بشيءٍ وجنبوه السواد". فقيل: هو أول مخضوب في الإسلام، وعاش أبو قحافة إلى خلافة عمر رضي الله عنه ومات بمكة المكرمة في المحرم سنة 14 هـ / 635 م وهو ابن سبع وتسعين سنة، وكانت وفاة ابنه "أبي بكر" قبله بستة أشهر وأياماً فورث منه السدس فرده على ولد أبي بكر رضي الله عنه.

وولد أبو قحافة: أبا بكر، وأمّ فروة، وقريبة. فأما: أم فروة، فتزوّجها رجل من "الأزد" فولدت له جارية "بنت". ثم تزوّجها: تميم الداريّ اللخمي رضي الله عنه. ثم تزوّجها: الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه. وأما: قريبة، فتزوجها: قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي رضي الله عنهما.